سعد الحريري ينبوع الضوء لإنعاش لبنان عربيّاً ودوليّاً
هذا العام تكتسب ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري معان إضافية وصلت إليها من واقع حال البلد، ومن حقيقة أن الرئيس الشهيد الحريري كمثل وكنموذج يظل حاضراً ومتفاعلاً في حياة لبنان رغم غيابه ورغم كارثة إغتياله التي حدثت في مثل هذه الأيام من عام 2005.
السؤال الأبرز منذ ذاك التاريخ حتى اليوم لدى كل لبناني هو لو كان رفيق الحريري حياً يرزق بيننا فما الذي كان سيفعله لإخراج البلد من مازقه ومن جوعه ومن ما تعرض ويتعرض له؟؟.
إن زخم هذا السؤال الصادق لدى المواطن اللبناني المعذب،هو ذاته يتم طرحه في هذه اللحظات من قبل كل لبنان – سياسيين ومواطنين، ولكن بصيغة جديدة، مفادها الحاجة لعودة سعد الحريري عن قراره بتعليق نشاطه السياسي، ومفادها أيضاً الحاجة لعودته ليعوض غياب والده؛ كون تجربة البلد مع غيابه المؤقت ولدت قناعة ثابتة وواضحة لدى خصومه السياسيين قبل أصدقائه، ولدى كل اللبنانيين بمختلف مشاربهم، قوامها أن وجود سعد الحريري السياسي والوطني في لبنان هو حاجة وضرورة لتحصين التوازن الوطني، ولمنع الفراغ بين تواصل اللبنانيين، ولتعزيز ثقة العالم بلبنان من ناحية، وثقة اللبنانيين من ناحية ثانية بأنه لا يزال لديهم مستقبلاً محروساً من ثوابت المدرسة الحريرية التي تقوم على افكار الاعتدال الوطني والتضحية بالأنانيات السياسية الصغيرة والشخصية من أجل نيل المصالح الوطنية الكبيرة.
إن وجود سعد الحريري في لبنان ينعش الجينات الإيجابية الوطنية في جسد الحياة السياسية اللبنانية الذي يعاني منذ ما بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، شللاً شبه تام؛ كما أن وجوده يبعث الأمل داخل واقع البلد المظلم والمستسلم لليأس.
حول ضريح الرئيس رفيق الحريري سوف يزرع نجله الرئيس سعد الحريري شموعاً للبنان ومن أجل لبنان؛ وسوف يقول للتاريخ كلمة ستستظهرها الأجيال من بعده وهي أن الحريرية الوطنية والعربية ليست ساقية يمكن تجفيفها بل هي في لبنان وفي صدى لبنان العالمي، تمثل نهراً هادراً يأخذ في طريقه ومجراه العظيم جداول مياه من طحالب ومن مستنقعات آسنة.
المصدر : مجلة الهديل اللبنانية
Share this content: