×

كأنّهم لايفقهون

كأنّهم لايفقهون

FB_IMG_1702563873682 كأنّهم لايفقهون
نضال شهاب/ كاتبة وصحافية لبنانية ورئيس تحرير مجلة الفصول – بيروت

صم ، بكم ، عمي لا يريدون أن يفقهوا..

لا تليق بك غزة كلمات الرثاء أبدًا ، ولا يليق بك ثوب الحداد.
لا تليق بك إلا عبارات المحبة والفرح والتبجيل والأمل…
أنيقة أنت عندما اختارتك الكرامة مكانًا لها ، موطنًا ، أرضًا ، إرثًا
وعنوانًا …
أحبّك غزة أيتها الثائرة الصلبة العنيدة ، العصية على العاصي.
أحبّك أيتها الطفلة المدلله الصغيرة الفاتنة الزاهية ،المفعمة بالحياة والفرح ، العنقاء التي لا يليق بها إلا الحب والسناء .
غزة وأنت مدرسة علَمت العالم أسمى معاني البطولة والشهامة والإباء والنضال …
غزة وأنت تذبحين اليوم في محراب الشرف نسأل :
أين حقوق الإنسان ، أين وسائل الإعلام ، أين المجتمع الدولي ، أين الوحدة العربية ، أين الأمم المتحدة … مما يحصل لأرضك وناسك .
بايدن ، بلينكن ، ماكرون …رؤساء الدول العربية…أين أنتم ، ألا تسمعون صراخ أطفال ونساء غزة يقتلون بآلة الحرب الإسرائيلية ؟ ألا تسمعون صراخ الجرحى والمفجوعين بذويهم…؟
بالطبع تسمعون ، ولكن تصمّون آذانكم وتُغلقون عيونكم وتُطبقون أفواهكم، سنخبركم يا من لا تريدون أن تفقهوا بأنّ عدد الأبرياء ممن سقطوا ظلمًا يزيد عن الثمانية عشر الفًا أو العشرين ألفًا ، لم تعد الضحايا تُعد أو تُحصى، أصبحت أرقامًا أو أشلاءً لا تُعرف لأي الجثامين تعود.
أتعرفون يا من تدّعون الإنسانية وهي الشئ الوحيد الذي تفقدونه كما يقول الكاتب الروسي مكسيم غوركي “أنّ الأمريكيين لديهم كل شيء يتمناه الإنسان إلا الإحساس بالإنسانية “، أنكم تدعمون وتساندون ٱلة الحرب ضد الأبرياء، أتعرفون أنكم لم تقتلوا النساء والشيوخ والأطفال من الفلسطينين بالسلاح فقط ، بل بالحصار والعقوبات وتدمير البنى التحتية…
نعرف وتعرفون أنّ ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعًا عن النفس بل حرب إبادة شاملة وسياسة تصفية ، وهذا ما تؤكده عمليات القتل الممنهج بهجماتِ عسكرية واسعة النطاق على الأبرياء من الفلسطينيين.
أنتم يا من ترفعون للحرية تمثالًا تكتبون أسماءكم في أسود صفحات التاريخ وجرائمه .
غزة التي صنعت شاش تضميد الجراح وحمل إسمها
“Ribbon De gauze”
وصدرته للعالم منذ بداية العصور الوسطى تحتاج اليوم لمن يضمد جراحها ، تحتاج لرغيف الخبز وحبة الدواء والماء وأبسط مقومات الصمود والحياة.
عن غزة إرفعوا الحصار ، عن أهلها أبعدوا الموت وعن أرضها إمنعوا الدمار…
لمن لم يبخل على غزة بالدماء والأفئدة لا بد أن نوجه تحية إكبار وإجلال ، لأرواح مئة من الأبطال في لبنان ممن تُزفّ جثامينهم يومًا بعد يوم الى جنات الملكوت الأعلى وهم ينصرون من يستحقون النصرة ، لا بدّ أن نوجّه تحيةً لليمن العزيز الذي ضرب إسرائيل نيابةً عن عشرين دولة وضربته عشرين دولة نيابةً عن إسرائيل.
فلسطين الأرض الجميلة التي لم يكن للصهاينة من اليهود الأوروبيين مكانٌ فيها وكانوا يقيمون في بلدان الشتات وأرسلتهم إنجلترا بعد وعد بلفور المشؤوم اليها وراحوا يقتلون عائلاتها بأكملها ، ولا زالوا حتى اليوم يمارسون وحشيتهم ولا يتوقفون عن ارتكاب الجرائم أمام العالم ، ستعود يقينًا ستعود.
فلسطين قبلة المؤمنين والمصلين التي يتم تدميرها وحرقها وذبح أطفالها ، لأهلها ستعود ، نعم حكماً ستعود ، فكلنا إيمان أنّها أرضنا كانت وما زالت وستبقى فلسطين أرض الكرامة والأحرار والشرفاء…

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed