Home جيران إلّا انقذوا قوت الغلابة من الاعدام

انقذوا قوت الغلابة من الاعدام

by رئيس التحرير
محمد حسن الألفي/ كاتب واديب مصري – القاهرة


وحشتنا اللحمة ومذاق مرقة اللحمة ! نراها الأن في قوائم الاسعار ، دخلت تصنيف الاربعمائة جنيه ، وذلك يذكرنا بكلمة مصرية قديمة شهيرة اسمها الزفر . كان المصريون في المواسم فقط يأكلون الزفر ، دكر بط .اوزة .لحمة. وكان يوم اكل الزفر يشبه فرحة المرء بالحصول على مكافأة لم تكن في الحسبان .
ومع استعادة ذكريات اكل اللحوم ، كنت أتصفح الصحف العالمية ومنها الجارديان وتليجراف ، فصدمنى وهزني الخبر التالي :وزارة الزراعة في حكومة ايرلندا تبحث اعدام ٢٠٠الف بقرة حلوب ! لماذا يريدون اعدام بقر بهذا العدد المهول الهائل ، بينما أمم مثلنا تفتقد مذاقها منذ شهور وربما سنوات ؟ المطلوب اعدام هذه البقرات ال ٢٠٠الفا لأنها تتجشأ !
تجشؤ البقر الايرلندي بأعداده الوفيره ينتج عنه غاز الميثان ، وغاز الميثان يضر بالبيئة. سبب جوهرى لتغير المناخ بشكل درامي في ايرلندا ، وبالتالي لابد من وقف التجشؤ الجماعي لسبعة ملايين ومائتى الف بقرة، حفاظا علي المناخ ! عدد الابقار هذه يفوق عدد السكان ، خمسة ملايين تقريبا ، فهنالك إذن وفرة في اللحوم وفي الالبان ومنتجاتها ومشتقاتها من زبدة وقشطة وأجبان وغيرها .
حين تضطر حكومة مسئولة واعية الى اتخاذ قرار خطير من هذه النوعية الدموية ، فلابد أن تكلفة الخسائر الناجمة عن التغير المناخي في ايرلندا أعلى من عوائد لحوم والبان وزبدة دبلن ، العاصمة . على اية حال ؛ وحيث أن حكومتنا مطلعة طول الوقت على الدنيا ومافيها من أحداث وقرارات ، ، فإننى اتوقع ، أو اقترح ، سرعة التواصل مع حكومة ايرلندا وابلاغها ان تعفي نفسها من مشقة اعدام هذه الأبقار ، وأن تترك مهمة التخلص منها لنا خصوصا أن عملية الاعدام ستكلف دافعي الضرائب هناك مايزيد علي ٦٠٠ألف يورو، ونظن ان هذا الاقتراح سيعد معروفا ، وصفقة بلا مقابل ، نحصل بها علي بقرات مذاق لحومها مختلف لأنه من اجود المراعي في ايرلندا الزراعية .
ليس هذا الامر هزلا ولا يمكن ان يكون ، فقرار الاعدام للبقر بسبب التجشؤ الجماعي وانتشار غاز الميثان ، ملزم لايرلندا باعتبارها عضوا في الاتحاد الاوربي، يتعين عليها وقف الانبعاثات الضارة بالبيئة والمسؤولة عن تغير المناخ ، وهو الأمر الذي يقاومه ويرفضه منتجو الألبان ، وأصحاب المزارع .
لكن المعلومة الصادمة الإ قليلا حقا هي أن الاعدام سيكون علي ثلاث سنوات ، يعني أكثر قليلا من ٦٥الف راس كل سنة . رقم لا بأس به ، ويمكن اعتباره بداية تعامل ، بل يفتح باب البحث عن دول مماثلة عندها بقر كثير يتجشأ ويغير المناخ ونعرض عليها اعدامه بطريقتنا المصرية …فتة وهبرة ورشة توم محمرة !

المصدر : فيتو

You may also like