Home جيران إلّا لبنان بين المطرقة الإسرائيلية والسندان الإيراني

لبنان بين المطرقة الإسرائيلية والسندان الإيراني

by رئيس التحرير

في مقالة خاصّة تحمل رؤيا استباقية لما يجري في المنطقة من تحركات إسرائيلية مريبة تدعو للشكّ في حسن النوايا كتبت مجلة الهديل في نسختها الالكترونية المقال ادناه ونظراً للأهمية تعيد مجلة – إلا – النشر في – جيران إلا – على أمل ان تظلّ المناورات الإسرائلية مجرّد حركات استعراضية تنتهي في أرضها، فلا الظروف ولا الاجواء مؤاتية للخوض في غمار مغامرة جديدة للحرب ابطالها الحزب والحرس الثوري، على الارض اللبنانية الوشيكة على الانهيار بعد تدهور اوضاعها الاقتصادية إلى أسوأ مرحلة يمكن ان تصلها دولة من اللامبالاة وانعدام المسؤولية.. 

  1. رؤية الهديل.. 

كان متوقعا كالعادة ان تسرب تل أبيب رسالة عبر القناة الروسية تبلغ فيها لبنان ، أن مناورتها الضخمة دفاعية ولا تحمل أية نوايا للبدء بحرب، ولكن مثل هذه الرسالة التي عادة ما ترسلها إسرائيل عبر روسيا او اميركا إلى لبنان ليتم إبلاغها إلى حزب الله وايران، ، لم تصل إلى بيروت، او اقله حتى اللحظة لم نسمع عنها شيئا.

والواقع أن هذا الصمت الاسرائيلي بخصوص انها لم ترسل تطمينات عبر قناة ثالثة للحزب قبل بدء مناورتها الضخمة ، هو ما أدى إلى زيادة منسوب القلق لدى حزب الله وحتى لدى ايران ، وهو ما دفع نصر الله كي يبادر ويرسل رسالة تحذير علنية لإسرائيل، ويعلن الاستنفار العام لقوات الحزب تأهبا لتحول المناورة الإسرائيلية الكبرى لحرب كبرى.
وبحسب المعلومات فان تحذير نصرالله لاسراىيل ، يتضمن تحذيرا ايرانيا، كون طهران تخشى أن تكون المناورة الإسرائيلية، هي بمثابة إعلان حالة طوارئ واستنفار في إسرائيل استعدادا لتوجيه ضربة إسرائيلية ضد أهداف نووية في ايران خلال الأيام المقبلة وقبل أن تنتهي مفاوضات فيينا عن اتفاق لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي. وتجدر الاشارة هنا الى التهديد الاسرائيلي الذي أطلقه مسؤول المخابرات الإسرائيلية قبل ايام، خلال زيارته لواشنطن، حيث أعلن ان لدى إسرائيل طائرات بإمكانها قصف أهداف في داخل ايران..

شهر الحرب الإسرائيلية الكبرى المحتملة على لبنان

  1. بدأت اليوم المناورة الأضخم في تاريخ الجيش الاسرائيلي وتاريخ الكيان العبري.
    فهذه المناورة تضع لبنان على عتبات حرب محتملة تشنها إسرائيل عليه، وذلك منذ هذه الساعة،، ولغاية شهر من اليوم.
    وقبل فترة قصيرة أجرت إسرائيل اخر مناورة لها على الحدود مع لبنان ، واستمرت اسبوعا واحدا، ويبدو انها كانت بمثابة تمهيد للمناورة الراهنة التي ستستمر شهرا كاملا ، وبخلالها سيحاكي الأف الجنود الإسرائيليين مع مختلف اسلحتهم، سيناريو نشوب حرب حقيقية تحصل على أربع جبهات في ان معا، أي جبهات لبنان وسوريا وغزة وايران، إضافة لاحتمال جبهة خامسة هي جبهة الاشتباك مع منصات إطلاق صواريخ يمنية ضد أهداف إسرائيلية في بحر مضيق هرمز.
    .. من جهتهم ، حزب الله والحرس الثوري الإيراني ( فيلق القدس) في سورية ولبنان ، يتعاطيان مع المناورة الإسرائيلية، بوصفها مناورة كبرى قد تتحول في اية لحظة إلى حرب كبرى.. ونفس هذا الموقف تتخذه حركة حماس. وما هو ليس ظاهرا وغير معلن عنه، ولكنه قائم فوق الميدان، وذلك منذ هذا اليوم ولغاية نهاية المناورة الاسرائيلية، هو أن كلا من حركة حماس في غزة وحزب الله والحرس الثوري – فيلق القدس في لبنان وإسرائيل، بدؤوا منذ هذا اليوم، وبمواجهة المناورة الاسراىيلية، تنفيذ مناورة عسكرية منسقة بينهم، ولديها قيادة عمليات موحدة، وذلك على طول حدود قطاع غزة ولبنان وسورية، مع إسرائيل.
    وهذه الوقائع المتمثلة باتخاذ أقصى درجات الاستنفار المتبادل على طول حدود الحرب المحتملة بين إسرائيل من جهة ، وحزب الله وحماس والحرس الثوري الإيراني- فيلق القدس ، من جهة أخرى، تعني أن الميدان الخاص بالحرب الكبرى والإقليمية في المنطقة، قد تم استنفاره وتموضعت فوقه كل القوى المتصارعة، ولم يبق إلا حدوث شرارة واحدة ، كي يشتعل.
     هل تتحول مناورة إسرائيل الكبرى إلى حرب كبرى ؟؟
    هذا السؤال يقلق اليوم كل كواليس المستوى السياسي في كل المنطقة ، ويجعل كل الوضع العسكري بين إسرائيل وكل من سورية ولبنان وقطاع غزة على كف عفريت . وحتى الان، ليس هناك اية ضمانات لاستبعاد ان تكون إسرائيل قد قامت بحشد كل قواتها على الجبهتين الشمالية والجنوبية تحت غطاء إجراء مناورة، بهدف تنفيذ خطة مبينة وهي الخروج لحرب إقليمية كبيرة بهدف قلب طاولة مفاوضات فيينا، أو بهدف خلق أمر واقع عسكري على المتفاوضين في فيينا!!.
    الأيام المقبلة ستوضح نوايا اسرائيل، وما اذا كان نتنياهو يريد قلب طاولة المنطقة وطاولة الداخل الاسرائيلي على رؤوس خصومه الاقليميين والاسرائيليين الذين يريدون اخراجه من الحكم، وذلك من خلال قيامه ( اي نتنياهو) بشن حرب تكون اخر الحروب الكبرى في المنطقة التي ستجري في توقيت ما قبل حسم الملف الايراني؟؟.

المصدر : موقع مجلة الهديل اللبنانية

You may also like