Home قنـص إلّا قبساتٌ من ذاكرة الغيم والغياب

قبساتٌ من ذاكرة الغيم والغياب

by رئيس التحرير

جهاد أبو حشيش / شاعر وكاتب فلسطيني ومدير شركة فضاءات للطباعة والنشر – عمّان – الأردن

 

وُلِدْتُ لأمٍّ لا تشبِهُ النِّساءَ،

مثل خيلِ السَّماءِ،

غريبةُ أرضٍ،

لا سندَ لها إلا انكسارُ ظهرِها ببناتِها الثلاثِ،

فكلُّ ما تأَنَّثَ في بلاد حسْرتها حرام،

ولذا قيلَ إنَّ بها من الشيطان مسًّا يؤنثُ ثمارَها،

إلى أنْ أتَيْتُ وقيلَ لها أنَّني مبارَكٌ،

 

نتيجة بحث الصور عن أمومة بائسة

 

ووليًّا أكونُ،

ومَا أنْ ركَضتُ في الأرضِ أنثرُ حولها الضحكاتِ،

وأنبشُ حائطَ البيتِ باحثاً عن الأسئلةِ وأجوبَتِهَا،

حتى اشتعلَتِ الأرضُ عام 67، فهرَبَ الجميعُ.

 

صورة ذات صلة

 

إلا عنقائي التي فردَتْ غضَبَ أجنحتِهَا لتلمَّني أنَا وأخَواتي،

عابرةً بنَا جهنَّمَ الحرْبِ وجبالَ النارِ والجثثَ المتفحِّمَةَ،

حتى إنِّي رأيتُ يديَّ تنغرِسُ في لحمِهَا،

وهي تركُضُ بِنَا،

بكيْتُ،

فصرَخَتْ بي أنْ أكونَ رجلاً،

 

صورة ذات صلة

 

لنْ أُخفِيَ أني كرهْتُ الرجولَةَ بكلِّ تجلياتِهَا في تلك اللحظةِ،

وَوَدِدْتُ لو أسأَلُـها : لماذا لم تُنجبيني بنْتاً،

لكيْ لا أهربَ حين تشتعلُ الحربُ، بحجَّةِ استطلاعِ الطريقِ؟

نعَمْ وُلِدْتُ لهذه الأمِّ التي تفجَّرَ وعيُها منذُ تلكَ اللحظةِ،

فسقتْني البلادَ،

والحياةَ،

واحترامَ كلِّ ما تأنَّثَ.

 

…….

من صفحة ال facebook الخاصّة بالشاعر

 

 

 

 

 

 

You may also like