Home إلّا متى ينهض العرب لبعضهم لا.. على بعضهم في وجه الطوفان التركي؟!!

متى ينهض العرب لبعضهم لا.. على بعضهم في وجه الطوفان التركي؟!!

by رئيس التحرير

‎أيوب محمد أيوب / كاتب ومستشار اقتصادي ألماني من أصل مصري – فرانكفورت

لا شكّ أنّ جولة “رجب طيب أردوغان ” الأخيرة في السودان، وفِي بعض الدول الافريقية، وخلافهُ، وبالتالي حصوله على جزيرة “سواكن “هذه “الهدية ” الثمينة دون عناء من “نصير ” الإخوان، رئيس السودان “عمر البشير ” ما هي إلا جزء من خطّةٍ، لتنفيذ مخطّط أردوغان ألا وهو حلم ( أتاتورك الجديد ) .
إنه الرئيس السوداني الذي يصدّعنا طوال الوقت ب”حلايب وشلاتين” وفي الوقت عينه يقدّم “سواكن ” ببساطة ربّما يراها هو كرم إخواني زائد، ونحن نراها خطأ تاريخي وجغرافي فادح بالعودة إلى المخطّط التركي المتمثّل بخطّة 2023/ ويعتبر هذا التاريخ ٢٠٢٣ /، بمثابة تاريخ فاصل، وهام جداً بالنسبة لأردوغان، لتحقيق أحلامه بإحياء الدولة العثمانية وتحقيق الهدف المنشود ألا وهو السيطرة على جزء من “الرجل المريض ” الحديث والمعروف باسم ( الدول العربيه ) الذي أصبح هدفاً لتقطيع أجزائه، وتقسيمه.
وحسب التقويم التركي فإنّ الحصول على جزء من الكعكة يبدأ في العام ٢٠٢٣/ مثله كمثل “وعد بلفور ” المشؤوم، الذي عمل على إنشاء دولة إسرائيل، ومثله كمثل محاولة إيران بتحقيق الحلم الإيراني، باستكمال الهلال الشيعي، وكلنا يعلم أنّ حلم اردوغان بإنشاء الدولة الاسلامية، لن يتمّ إلا بالتعاون مع الإخون ( أكرمكم الله ) الخونة لأوطانهم بتأسيس الهلال التركي.
ولمن لا يعرف هذا التاريخ ٢٠٢٣ / الفاصل والهام بالنسبة لأردوغان لا بدّ لي أن أوضّح التالي :
تنازل كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة عن جميع أملاك الامبراطورية العثمانيه ( فيما يعرف بتقسيم الرجل المريض ) في ثلاث قارّات، من خلال اتّفاقية عرفت باسم معاهدة لوزان ( سويسرا)، في عام ١٩٢٣ وتمّ تحديد هذه الاتفاقيّة بمدّةِ مائة عام، تبدأ في عام ١٩٢٣/ وتنتهي في عام ٢٠٢٣ /.
ولقد تمّ إبرام هذه المعاهدة مع الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، والذين احتلّوا جزءاً كبيراً من تركيا في هذا الوقت، والذي وضع هذه الخطّة المحكمة كانت بريطانيا التي هدَفَتْ للسيطره على تركيا حتى مائة عام من تاريخ التوقيع علي هذه الاتفاقيه حتي عام ٢٠٢٣ وأهمها :
١- إلغاء الخلافة العثمانية .
٢- مصادرة جميع أموال الخلافة العثمانية .
٣- إعلان علمانية الدولة التركية .
٤- منع تركيا من التنقيب عن البترول على أراضيها، والسماح لها باستيراد النفط فقط .
٥- تمّ اعتبار مضيق البوسفور مضيق مائي دولي وليس تركي.
ولأنها تنتهي هذه الاتفاقية، أو المعاهدة بعد خمس سنوات فقط من الآن، ومن هنا ندرك سبب إعداد أردوغان لهذا الْيَوْمَ المنتظر بتصريحاته المتتالية بأنه بحلول عام /٢٠٢٣/ ستنتهي تركيا القديمة، وستصبح تركيا الحديثة التي ستقوم بإلغاء جميع النقاط الخمس التي أشرت إليها أعلاه، وستسرع تركيا في التنقيب على النفط، وستسرع في حفر قناة مائية جديدة، تربط البحر الأسود ومرمره، تمهيدا للبدء، في تحصيل الرسوم على السفن التي تمرّ في هذه القناة إضافة إلى عائدات النفط، التي يمكن أن تحصل عليها، نتيجة التنقيب في البحر الأسود، والشوطىء التركيّة الأخرى.
ومن هنا يتّضح الصراع بين الدول العربية وتركيا، وللأسف لا يدرك العرب عن قصد أو غير قصد مخطّطات أردوغان، ويقيمون علاقات وطيدة مع تركيا، ونجد أخيراً رئيس السودان دون دراية ودون تقدير للعواقب يعطيها جزيرة استراتيجيه هامّة على شاطىء البحر الأحمر.
ومن الواضح كل الوضوح ما هو المقصود، وما هو هدف تركيا من السعي للحصول على هذه الجزيره الاستراتيجيه الهامة على الحدود الغربية من المملكة العربية السعودية، والتي تقع على الحدود الجنوبية الشرقية للدولة المصرية كذلك.
وواضح أيضاً كل الوضوح ما هو الهدف من التعاون الاستراتيجي بين تركيا والسودان من جهة، وبين تركيا وقطر من الجه’ الأخرى، والأسف هنا أنّ هاتين هما (دولتان عربيتان )، وللذين لا يدركون أنّهم يتصرفون كالقطط التي تأكل رضيعها، ولا يدرون بأطماع أردوغان في السيطرة على مفاصل ومصير الدول العربية، ولا يقدّرون أبعاد حُلمه بإحياء الخلافة العثمانية، بعد أن فشل في الدخول مع الاتّحاد الأوربي، وبعد أن نجح أخيراً في السيطره الدكتاتورية على مقدّرات الشعب التركي، بحصوله على السلطة المطلقة بعد الانتخابات الأخيرة.
أقول: ألا يكفينا أطماع إسرائيل قي الأرض العربية، ألا يكفينا أطماع إيران ( التي يعيش ٤٠ ٪؜ من شعبها تحت خط الفقر )، وكلاهما معاً يهدفان إلى تقطيع الجسد العربي أكثر مما هو حاصل الآن، فهلّ نساهم في تمكين طامع آخر في الجسد العربي الذي لم يعد يرى فيه هؤلاء سوى “الرجل المريض” حسب مقرراتهم ومخططاتهم، فمتى ينهض العرب من سباتهم ورقادهم الطويل..؟!!
خاصّ – إلّا –

You may also like