Home إلّا “الرياض “.. من الداخل إلى الخارج حساب إقليمي مفتوح

“الرياض “.. من الداخل إلى الخارج حساب إقليمي مفتوح

by رئيس التحرير
أيمن الخطيب / كاتب وناشط سياسي فلسطيني – عمّان
بعد إنحسار مشروع التقسيم في سورية والعراق، وخسارة دول التحالف الإقليمي كل الأوراق في لعبة الإقليم الدامي، تتّجه كل دولة على حده لإعادة تقيّيم المسار السياسي و إنتاج الصراع بأدوات جديدة بشكل يخفّف من حجم الخسائر على كافة المستويات.
غير أن هناك دول فاعلة في الإقليم لن تستطع الخروج من عنق الزجاجة، و الملاحظ أنها قاب قوسين أو أدنى من مخاض عسير تكون فيه فرص النجاة قليلة جدّاً.
إذ إن المعيار الرئيسي في فهم إجراءات الدولة و خطواتها هو السيادة الوطنية، بمعنى مدى استقلالية القرار السياسي للدولة ومدى إنضباطه لتلبية المصلحة الوطنية العليا.
على هذا الأساس نستطيع فقط أن نحاكم موضوعياً التصعيد السياسي والإعلامي للسعودية، التي تخوض حرب تموضع إقليمي وقيادتها للمنطقة في ظلّ الفرز الجيوسياسي الجديد، الذي تنتجه الحقائق المفروضة على الإقليم العربي، وفي ظل سعي الولايات المتّحدة لتقليم الأظافر التركية والإيرانية في المنطقة، وضبط ميزان القوى بما يخدم مصلحة ” تل أبيب “.
معنى هذا الكلام أن خطوات التصعيد السعودي على مستوى البيت الداخلي _ إعتقال الأموال _ ثم على مستوى الإقليم من الضغط على إستقالة رئيس وزراء لبنان، و إعادة لبنان لحالة الفراغ السياسي، وصولاً إلى لهجة الخطاب الواضحة والفريدة ضد إيران علنا، كل هذا لا يمكن أن يدل على سيادة القرار السياسي السعودي، بل ثمّة أنظمة الريع ،و أنظمة الدول الأمنية العميقة، و دول الأطراف هي في الناتج العام، دول تعاني من عُقَدٍ بدورها الوظيفي للمركز الأمني الرأسمالي الغربي، وما تقوم به السعودية حاليا، هو قطعاً مجرّد إستجابة الدولة للتحرك الأمريكي _ الإسرائيلي الذي بدأ علنا قبل حوالي الشهر ضد الدول الصاعدة والناهضة بمشاريعها في الإقليم والمتمثّل ب”تركيا _ وإيران “.
وهنا يمكن القول إذا كان التصعيد السريع يمهّد ويعطي غطاءاً سياسياً لحربٍ شاملةٍ في الإقليم تبدأ في لبنان وتحديداً ضد حزب الله، فالواقع يقول أن الحرب ليست في صالح دولة الإحتلال حالياً لامن قريب أو من بعيد، لأنّ حزب الله وعلى الرغم من إستنزافه أمنيا وعسكريا في سورية، إلا أنه إستطاع أن يعوّض فراغه الأمني في لبنان عبر استيعابه الذكي للخارطة السياسية المحليّة وعبر خبرات متطوّرة ومكتسبة لحرب العصابات من حيث تطوير مخزونه الصاروخي بشكل ملحوظ
والسؤال الهام وباختصار شديد ماذا يراد..؟!
هل المطلوب إعادة سيناريو الحرب الخليجية الأولى للإنتاج مجدداً، بمعنى.. أنه في إطار تدهور الجهاز الإقتصادي للدولة السعودية وتآكل صندوقها السيادي، وإتّساع جبهات صراعها خارجياً، فإنّ فكرة استنزاف السعودية وتوريطها في حرب مفتوحة مباشرة مع إيران هي الأنسب للعقلية الغربية الأمنية.
وبالتأكيد إن ما يهم الإحتلال الصهيوني هو الابقاء على ميزان القوى في المنطقة بما يعزّز تفوقه و قوّته، أي أنه أيّة ضربة إسرائيلية قادمة ضد حزب الله ستأتي بهدف واحد فقط وهو الحدّ من القوة الصاروخية لحزب الله، و بالتالي إعادة تثبيت حزام الردع الأمني للخواصر الرخوة، في الحدود الفاصلة عسكريا والمتصّلة جغرافياً بينه وبين لبنان.
خاصّ – إلا –

You may also like