Home إلّا الخيانة …حرية تعبير أو تعتير !!!!

الخيانة …حرية تعبير أو تعتير !!!!

by رئيس التحرير

نسيب شمس/ كاتب وموثّق لبناني – بيروت

دخل الى مطار رفيق الحريري الدولي، فتم حجز جواز سفره، وغادر الى البيت. إجراء يحصل مراراً مع كثر في المطار.

لكن “زياد دويري” المخرج اللبناني حصل معه ذلك، عشية عرض فيلمه “قضية 23″، وما حصل معه جرى بسبب فيلمه السابق “الصدمة”، فيلم سبق أن أنتجه وأخرجه داخل “إسرائيل” مع ممثلين وتقنيين إسرائيليين.

لغاية الأن هناك فعل فاضح، ويدعو الى قيام ضجيج، وأن يضج القوم بالفعل الفاضح أو على ما سموه “التطبيع”… ولحظة “التطبيع” أعتقد هنا تكمن معضلة وفضيحة كبرى.

الكل سواء المُعارض أو المؤيد لما قام به ” دويري” وقع في الخطيئة الكبرى.

الكل وقع في فخ إسرائيل، وقام بما يقتضيه موقفه بخدمة “إسرائيل” سواء كان مُمانعاً أو مُطبعاً !!…

كلامي موجه للمُمانعين، وليس للمرحّبين المدافعين عن “دويري” فهم واضحين في موقفهم، ويعرفون ما يريدون، ويفقهون ما يقولون، وهذا شأنهم وهم أحرار.

لكن عتبي كبير وشديد على المُمانعين، الذين لا يفقهون سوى تدبيج البيانات وإطلاق العنتريات ونشر التلوث السمعي دون أي شعور بالمسؤولية أو الإحساس بها من حيث ما يقومون به من تشويه وتحريف للصراع مع الكيان الغاصب.

ما قام به “زياد دويري” هو “تطبيع”!!!

ألم يلاحظ أحد أن كلمة “تطبيع” تخفي في طياتها اعترافاً ضمنياً ب “إسرائيل”. هل لدينا علاقات رسمية أو شبه رسمية بذاك الكيان حتى نرفض “التطبيع”.

وهنا لا بد من القول للمُمانعين، أن ما قام به “زياد دويري” هو خيانة، بل جرم هو حيث تمّ “الخرق للمقاطعة مع إسرائيل” وليس “تطبيع”.

في مصر معاهدة مع إسرائيل واعتراف متبادل، ولكن لغاية اللحظة الشعب المصري يرفض كل محاولات التطبيع، رغم كل ما تقوم به إسرائيل والسلطات الحكومية المصرية للتطبيع.

وأسأل المُمانعين مجدّداً…ألا تفقهون الفارق بين “التطبيع” وبين “خرق المقاطعة” إن لم نقل “الخيانة”.

وللأسف …هناك كثر من إعلام المُمانعة يقومون بإنتاج الوثائقيات، ويقوم باستخدام تقنيين إسرائيليين لإنتاج مقابلات مع ضباط ومسؤولين إسرائيليين. لأن قناة إعلامية أشاعت شعار “الرأي والرأي الآخر” كمفهوم مهني …للأسف…

وفي المقلب الآخر، أن ما قام من ضجيج حول فيلم “زياد دويري” في توقيته، كان حملة إعلانية رائعة ومجانية لفيلم “قضية 23” الذي بدأ عرضه عشية حجز جواز سفره، أو القرصة الصغيرة. وبالتأكيد كان ما حصل في صالح المخرج الفذّ !…

لم يتعدَّ عقاب المخرج “دويري” سوى سحب جواز سفره!!! بينما تم معاقبتنا بسماع العويل … وبالحزن الشديد على وطن لن يكن أبداً وطناً حقيقياً يليق بأحلامنا ودماء شهدائنا.

وللعلم، هناك عشرات الصهاينة يدخلون ويخرجون ويجولون في الأروقة والشوارع بيننا ونحن نتسلى بالدعاية والاعلان والتسويق المُبتكر والفذ…

ويبقى القول، أنه من نكد الدهر أن أبناء هذه الأرض لن ولم يعرفوا يوماً كيف يدخلون إلى وطن حقيقي متفقين فيه على معنى وطن…

وللأسف في هذا الأرض شعوب طائفية مذهبية عنصرية ترى الخيانة وجهة نظر أخرى أو رأي آخر … شعوب لا تفقه المعاني، شعوب قاصرة عن المعرفة والوعي والادراك…والأخطر أنها تتقاذف”الخيانة” وهناك من يطبل ويعزف معزوفة”حرية التعبير”…وللأسف… أنها “حرية التعتير”…

خاص – إلا –

الأفكار الواردة في المقال تمثل فقط رأي كاتبها

You may also like