×

بعض الظنّون السياسيّة ليس إثماً

بعض الظنّون السياسيّة ليس إثماً

ثريا-عاصي-300x169 بعض الظنّون السياسيّة ليس إثماً
ثريا عاصي / كاتبة ومحللة سياسية لبنانية – بيروت
من حيث المبدأ أنا أوافق القول حول وجود خطة لتقسيم الدول .. ولكن لست متأكدة أن نُظُم الحكم أو على الأقل بعضها كان قادرًا على اتباع خطة مضادة لخطّة المستعمرين، وهذا مردّه في تقديري إلى عوامل عدة .. منها على عجالة:
-طبيعة هذه النُظُم أو طبيعة بعضها -ظروف تبادل السلطة في الدول المستهدفة – الضغوط التي كانت تتعرّض لها السلطة في هذه الدول إلى حدّ أننا نستطيع القول أن السلطة كانت تقريباً مخترقة، في جميع هذه الدول تقريباً!! أين عبد الحليم خدام، أين غازي كنعان، أين رستم غزالة .. ؟ !!
هذا في سورية تأثير دول الخليج والسعوديين بشكل خاص والذي تجلّى بشكل رئيسي في إقناع الفلسطينيين بإمكانية “الحلّ السلمي مقابل الصلح مع المستعمرين الاسرائيليين” وبالتالي توكّل الفلسطينيون، أقصد طبعاً القيادة العرفاتية منذ سنوات وتحديداً في العام 1970، بإجبار السلطة في سورية على اتباع المسار السعودي، مما اضطر الاخيرةًٌ إلى المناورة .. والبحث عن سلوك التفافي …
ومن نافلة القول أن هذه القيادة كانت غير قادرة على المواجهة … إذاً كانت تتعرّض للتهديد من جهة العراق، وكانت ضعيفة إلى درجة متقدمة أمام إسرائيل .. وسبب ضعفها أن مصر تصالحت مع إسرائيل وكان من مصلحتها أن يحذو بقيّة العرب حذوها ..
ولعلّ عامل الضعف الثاني هو الفساد الذي تفشّى في السلطة السورية .. جرّاء السياسة السعودية التي أفسدت منظمة التحرير، وجعلت لبنان مستنقعاً مليئاً بالموبقات ..
أما عامل الضعف الثالث تمثّل بتمرّد الإخوان المسلمين في سنوات 1970 – 1980..
ويظهر جلياً أنه من أسباب عامل الضعف الرابع، تداعي الاتحاد السوفياتي ..
كما واعتقد أنه كان من الصعب مواجهة الهجمة الاستعمارية التي بدأت في الواقع بعد حرب 1973 التي ظنّت الحكومات العربية أنه بالإمكان مقايضة نتائجها بصلح “مقبول” مع المستعمرين ..
هذا الظن كان غير مبرر على الاطلاق .. بالتالي تقع مسؤولية هذا الخطأ التاريخي على هذه الحكومات، ولكن لا يمكننا أن نقلّل من أهمية المعركة التي تدور في سورية، وتحديداً من صمود الدولة السورية سبع سنوات في مواجهة حرب شرسة وعاتية .. فعلى هذا الصمود يمكننا ان نبني آمالاً جديدة!!
خاصّ – إلّا –
الآراء الواردة في المقال تمثل صاحبها وليس بالضرورة تمثل رأي مجلّة – إلا –

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed