Home أقلام إلّا تشريع الفقهاء باطل

تشريع الفقهاء باطل

by رئيس التحرير

نهاد كامل محمود / مفكّر وكاتب عراقي – بغداد

التشريع ليس من واجب الرسول (ص) وتشريع الفقهاء باطل، وكلنا كمسلمون نعلم أن للرسول (ص) صفتين الأولى عبد الله، والثانية رسول الله، ولا أعتقد أن عبارة (عبده ورسوله ) التي تخصّ الرسول محمد (ص) يختلف عليها اثنان . لقد اصطفى سبحانه وتعالى محمد بن عبد الله القريشي، من عِباده وكلّفه بالرسالة الأخيرة إلى البشرية وحدّد واجباته بخصوص هذه الرسالة بشكل واضح وصريح لا يقبل التأويل حيث خاطبه قائلا (( وماأرسلناك إلا مبشّراً ونذيراً )) الاسراء /105، يبدو واضحاً لكل من يعرف قراءة اللغة العربية أن الله قد أرسل الرسول (( وهنا منحه صفة رسول )) ثم كلفه بالتبشير وبالانذار حصراً ليس إلا ..

وعليه فمن الواضح جداً أن واجبات محمد (ص) كمرسل من عند الله تعالى تنحصر فقط بالتبشير والانذار وليس أي واجب آخر غير هذا، لقد أصبح أمامنا الآن واجبات رسول الله محمد (ص) محدّدة ومستثناة بـ (إلا) كرسول وغير مطلقة .. أما واجباته كواحد من عبيد الله فهي غير محدّدة وشأنه شأن بقية عبيد الله عرضة للمناقشة والمحاسبة وقد سبق أن قرأنا في القران الكريم ان الله يعاتب عبده محمد بن عبد الله القريشي بقوله :- (( يا أيّها النبي لم تحرّم ما أحلّ الله لك، تبتغي مرضاة أزواجك )) آية رقم 1 سورة التحريم، ومن الآية الكريمة أعلاه يتّضح بما لا يقبل الشكّ أن الله يعاتب الرسول على هفوةٍ ارتكبها فهو إذاً أي (( الرسول ))، عندما يتصرّف كواحد من عبيد الله يكون عرضة للخطأ والمعاتبة أو المحاسبة فهو إذاً ليس منزّهاً من الخطأ إلا في حالة إيصاله أوامر من الله تعالى إلى البشر لأنّ فيها كلام الله وواجب الرسول إيصالها فقط .

أما الآية الكريمة القائلة :- (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) الحشر /7 فبملاحظة بسيطة لهذه الآية الكريمة نجد أن الله يأمرنا أن نطيع (( الرسول )) حسب وصفه، أي المرسل من عنده تعالى إلينا بأوامر من عند الله ملزمة لنا أن ننفذها لأنها من عند الله وبواسطة الرسول وليست من أفكار الرسول البشرية.

وبهذا أعتقد أنه أصبح واضحاً لكل عربي أنّ للرسول طاعة مطلقة إذا كان يبلّغنا بكلام الله بصفته رسول من عند الله تعالى .. بينما هو عرضه للخطأ بصفته واحد من عبيد الله وقد بيّنا أعلاه أن سبحانه قد عاتبه لهفوةٍ ارتكبها كبشريٍّ غير معصوم .

وللتوضيح لابدّ من القول أن الرسول محمد (ص) معصوم فقط عندما يبلّغنا بكلام الله تعالى .. وأن واجباته كرسول تنحصر في التبشير والانذار فقط .. أما واجباته كقائد للمسلمين فهو ليس من حقّه التشريع نيابة عن الله سبحانه وأن إجراءاته عرضة للخطأ والمناقشة والاستيضاح .

وأخيرا وكما بيّنا استناداً إلى الآيات القرآنية أعلاه أن الرسول محمد ليس من حقّه التشريع إنما من حقّه إيصال الرسالة مبشّراً ونذيراً فقط ..

وعليه فإنني أعتبر أن جميع الأحاديث النبوية لا تُعتَمد كجزءٍ من الدين الإسلامي ما لم تطابقْ آيةً قرانيةً منزّلةً من عند الله تعالى .. ويأتي هنا دور بطلان تشريع الفقهاء .. فإن جميع تشريعاتهم باطلة ما لم تكن مستندةً إلى آيات قرآنية صريحة، فهم ليسوا أفضل من الرسول (ص) . تحيّتي ومحبّتي واحترامي لكل من يقرأ كتابي هذا مؤيّداً كان أو رافضا.

 

خاصّ – إلّا – 

رأي الكاتب ليس بالضرورة أنه يمثل رأي مجلّة – إلّا – الألكترونية

You may also like