Home إلّا اتركوا لنا فيروز

اتركوا لنا فيروز

by رئيس التحرير

أحمد السحّ / كاتب وشاعر سوري – دمشق

رحماكم.. ابتعدوا عن رؤاكم النقديّة، ومدارسكم المعلّبة، والنظريات الفارهة، وفلسفاتكم السلطويّة، التي صاغت وجهات نظركم في الشعر والموسيقى والصحافة، ابتعدوا عن كتابة مقالات الوعظ والإرشاد، لتقبضوا مقابلها قليلاً من المال في جرائد الدولار والنفط العربي، لتهاجموا “ريما ” كأنها شاركتكم الميراث مع أنها وريثة المجد الرحباني بكل مافي تاريخه من ضوء ومجد وفخار.
نتيجة بحث الصور عن ريما الرحباني

ريما الرحباني ابنة عاصي وفيروز

ابتعدوا عن تقليل قيمة ريما قبالة زياد، ورفع قيمة زياد قبالة منصور، وكسر صورة منصور أمام قبر عاصي، أبعدوا انقساماتكم وتوجهاتكم الفكرية عن فيروز، واتركوها صنماً، نعم أنا مع الأصنام، لأنني أحبّ أن أجد محراباً أنام فيه وسط هذا الخراب، من علّمكم أو قال لكم أن تتخيّلوا أنّ فيروز معتوهة ليسوقها أبناؤها، ولتفعل أشياء لم تكن لتقتنع بها.
نتيجة بحث الصور عن ريما الرحباني

ريما وزياد الرحباني، أخوّة وصداقة وحساسيات

الصراخ ذاته يحدث كلّ مرّة بوجه فيروز، التي لم تقدّم لكم سوى الحبّ، لِمن قدّمت فيروز هذا الحبّ الكبير؟ لتكونوا أوفياء بهذه الصورة وهذا التجريح، ولماذا تكرهون ريما ؟ ولماذا تحبون ” جنون ” زياد ؟ تذهب بكم التحليلات بعيداً جداً لتشاركوا فيروز في فطورها وعلاقتها مع ولديها. وعائلتها. لا تحبوا الاغنية الآن، لكن الجميع يحلم ” ببيت زغير بكندا ” بعد أن كان مترعاً بدوله التي انهارت في غضون عقد من الزمن.
نتيجة بحث الصور عن ريما الرحباني

فيروز على خريطة الطريق التي ترسمها ريما والثقة ثالثهما

وسط هذا الخراب الكبير، وسط هذا الموت الكثير، اتركوا فيروز تقدّم لنا كل شيء، ولا داعي لاستخدام بهلوانات الثقافة والفصاحة اللغوية، لتركبوا موجة مهاجمتها، فيروز لن تردّ لأنها تمشي وفق خططها وحبّها الأبدي متجاهلةً حزنها وخذلانها مما يحدث لكم وبكم ومنكم، لماذا هاجمتم أو صمتّم حين رتّلت فيروز الترتيلة القبطية ( يا ميم ري يي ميم ) خجلتم أن تفضحوا أفكاركم الطائفية، ولكنها لم تخجل من الحبّ، الذي تقوله لأن رأس فيروز صار بعيداً جداً عن هذا التهاتر..
نتيجة بحث الصور عن أخطاء وديع الصافي

الراحل الكبير وديع الصافي وابنه جورج الذي ورث تاريخه الفني

صيغة الأمر التي أكتب بها هي صيغة الطلب في أن تتركوا رمزاً واحداً لم تنقسموا عليه. اليوم بتّم تحبّون وديع الصافي، وتجدون اأه لم بخطئ في فنّه.. أستطيع ان أسرد عشرات الأخطاء لوديع الصافي، وبعد موته استثمره أولاده ولم تنتبهوا إلى ما أصدر…
يبدو أنّ هذا الزمن صار بشعاً لدرجة أنّ الناس لم تعد تعرف سوى أن تحبّ جعجعتها.. لكي لا تسمع صوت الحب.
خاصّ – إلّا –

You may also like

1 comment

Waseem badran 22/06/2017 - 7:29 مساءً

فيروز .. قدّيسة الجمال في زمن القبح والبشاعة
لما منغني اسمِك منشوف صوتنا عِلِي
السّلام لمن وهبت كل صباحاتنا أرهف سلام وأنقى محبة

Comments are closed.