Home أقلام إلّا تاريخ التصفية الفكرية يتجدّد في الجزائر

تاريخ التصفية الفكرية يتجدّد في الجزائر

by رئيس التحرير

لمياء سراحني / إعلامية وصحافية جزائرية – دبي

حين تتعطل لغة الحوار و تنعدم… حين تقيْد حريّة القلم المسؤول، يكون الآخر لا يستحقّ منك سوى الصمت المدويّ… صمت يكون ثمنه حياته… مقابل حريّة رأيه..

يوم الأحد 11ديسمبر… توفي الصحفي الجزائري “محمد تمالت “… بعد دخوله في إضراب عن الطعام دام عدّة أسابيع، احتجاجا على الحكم عليه بالسجن لمدّة عامين، و غرامة مالية قدرها 200 ألف دينار جزائري أي ما يعادل 1800دولار أمريكي …

نتيجة بحث الصور عن الصحفي محمد تمالت

الصحافي الجزائري “محمد تمالت ” قضى في السجن نتيجة الإضراب عن الطعام

بتهمتي الإساءة إلى رئيس الجمهورية الجزائري “عبد العزيز بوتفليقة ” و لهيئات عمومية لدى نشره قصيدة على صفحته في الفايسبوك مرفقة بصورة الرئيس. ‎

نتيجة بحث الصور عن عبد العزيز بوتفليقه

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه

وكان تمالت يتوقّع اعتقاله في الجزائر بعد عودته من بريطانيا. وقد كتب حينها في صفحته على “فيسبوك”: “أنا في الجزائر منذ أربع ساعات، لم يتم توقيفي في المطار، ولكن لا أمان في هذا النظام. فقد تبعتني سيارتان من المطار إلى منزل الوالدة الصغير التي فرضتْ بدورها فترة إقامة جبرية ومنعتني من الخروج لمدة ساعة، “خوفاً عليّ “،

نتيجة بحث الصور عن الصحفي محمد تمالت

محمد تمالت عندما كان يؤمن بحرية الكلمة تحت مظلّة الوطن

و علق محامي الراحل، الاستاذ “أمين سيدهم ” على وفاة موكّله بكونها “سابقة خطيرة في تاريخ الجزائر، و تاريخ العدالة، و تاريخ الصحافة الجزائرية حيث أنه لا أحد قام بمساندة الراحل محمد تمالت بل تركوه ليواجه مصيره نتيجة جرأة تمثله وتمثل الكثير من زملاء المهنه، إلا أن أحداً لم يبالِ.

‎وتُعد وفاة الصحافي محمد تمالت في السجن، أول حالة من نوعها في الجزائر، ولوحظ، في الفترة الأخيرة، تزايد المضايقات الأمنية على المدوّنين والناشطين بسبب منشورات لهم على فيسبوك، كان آخرها اعتقال أربعة مدوّنين بينهم إعلامي في صحيفة ” ‎الشروق” الجزائرية.

نتيجة بحث الصور عن جريدة الشروق الجزائرية لنهار اليوم

‎كما كتب الصحافي “سعيد مقدم ” معلقاً على الحادث: “أبكي هذا ‎الزمن الأغبر الذي صار فيه الصحافي يسجن بسبب قصيدة، فيما يتحول اللصوص إلى أبطال ورموز وطنية ”.

‎ما أريد أن ألفت النظر إليه من هذه القضية، هو مظاهر قوّة الفرد في عصر الاتصالات، فلم يعد التعبير عن الرأي متاحاً فقط لعبيد المؤسسات، ولم تعد قوّة التأثير حكراً على “كلاب الحراسة”، لكن العالم تغير، وأصبح بإمكان المواطن الفرد (لو آمن بحقوق المواطنة وتفهّم الأدوات التي يتيحها له العصر) أن يخوض معركته في مواجهة المتكلسين.. أبناء السلطات المتكلّسة..

صورة ذات صلة

مصرع قلم

هؤلاء المماليك المتأخرين الذين يحاربون بسيوف راقدة وعقول خامدة، جيشاً من المستقبل يحمل الموبايل والريموت كونترول عبر سماوات باتت مفتوحة على بعضها البعض بأدقّ التفاصيل، ومجمل الخبايا.

 

خاصّ – إلّا –

ملاحظة: جميع الآراء الواردة في المقال تمثل صاحبها.. وجب التنويه.

You may also like