Home دبابيس إلّاأخبار منوعة رسالة حسين يوسف إلى فلذة صبره الطويل محمد

رسالة حسين يوسف إلى فلذة صبره الطويل محمد

by رئيس التحرير
%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81

حسين يوسف والد المخطوف من الجيش اللبناني لدى داعش منذ سنتين، وحيداً في خيمة الاعتصام وسط بيروت

أنا لا زلتُ عند عَهدي يا ولدي لم أُخِلّ، بكّ ومن انتظارك لن أملّ..،

وأُعلِمكَ يا قرّة العين، ومهجة الفؤاد أني بعد أسرك شربت الحنظل وتجرّعتُ المرّ،

تهتُ في الجبال بحثاً عنك، وقصدت الله والإعلام والسياسيين، والأولياء والصالحين،

وتركت كلّ شيء خلفي، فقد قيمته من بعدك، فلا عملي، و لا بيتي، و لا نومي، ولا دفئي، ولا حتى أيامي،

تغريني بالانشغال عنك، تراودني عن قلقي عليك، تنسيني حساب الساعات والأيام والليالي والأسابيع والشهور

التي تفصلني عنك.

نتيجة بحث الصور عن حسين يوسف

حسين يوسف وولده “محمد ” المخطوف لدى داعش منذ سنتين

سنتان مرّتا وكأنّهما عمري الكامل الذي يشهد على حزني ووجع روحي التي تحاكي روحك على مدار الأنفاس

وتخاطبك ولا تصمت لتطمئن عنك وتطمئنك أني معك حيث أنت، وحيث استودعتك عند من لا تخيب عنده الودائع،

صحيح ياولدي أنني لا أعرف من أمرك شيئاً حتى اليوم، فلم أرك رغم كل الوساطات والترجّي،

ولم أسمعك رغم كل الرسائل، والسعاة، والوسائط المتاحة، لكنّ قلبي يراك ويسمعك ويكلمك ويتألّم معك،

وثقْ يا ولدي أنني سأستمر وسأستمرّ وسأصبر، حتى ليقال أن أباك فاق بصبره على ما أنت فيه وما أنا عليه،

صبر أيوب، فاصمد ياولدي على البلاء فما نحن غير حروفٍ يكتبها القدر، فلا تستغرب عواقبه، ولا تعجب لخباياه،

فهو القادر والقدير وهو الخالق ربّك وربّ من دبّر لغيابك، وله في الأول والآخر مشيئة التدبير.

محمد يوسف يتصدر لائحة المخطوفين من الجيش اللبناني إلى جانب أصدقائه المخطوفين.

 

فلا أحد مهما بغى وطغى واستبدّ بوسعه أن يقدّم أو يؤخّر لك ساعة واحدة من عمرك في هذا الوجود،

ولو غابت تضحيتك عن أذهان المسؤول فلن تغيب في دفاتر الغيب، ولن تمحَ عذاباتك الشفيعة لما اختارك وزملائك

فيه الله، يهبُ النعمة من يشاء، وينزعها ممن يشاء، ومتى يشاء، وكيف يشاء، والعبرة فيمن يصبر، ليشهد.
لا احد يعلم متى ستنعم عليه السماء ولا احد يعلم متى سيضحي من اجل غيره، ولا احد يعلم متى ستنتزع منه

ثقتي بالله لا تحدّ أن آخر صبري فرحاً غير مسبوق، وثقتي بك بطلاً شامخاً جلوداً يرفع رأسي ورأس أطفالك ووطنك،

نتيجة بحث الصور عن حسين يوسف

وثقتي بنفسي بين الله الذي يجربني والذي اختارك، وبينك وأنت تأمل احتضاني كما آمل احتضانك هي الآن وإلى

يوم ألقاك على المحكّ، في كلّ لحظة وكل نبضة، وكل دمعة، وكل رجاء.. ورجائي الأكبر لله أن يحفظك في ظلّ

عنايته، ولك أن تعتني بنفسك وروحك ما أمكن.. وإنا على موعد قريب.. وقريب جدّاً بمشيئة الجبار القهار الرحمن

الرحيم.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like