وطني.. في نعش الطائفيّة لأيّ ماضٍ انتسبتْ ؟!

أثورة الأرز الآذارية تجري في عروقك؟ أم نبض المقاومة يخفق في قلبك ؟!

أحزبي أنت أم إقطاعي ؟!

أأنت مسلم أم مسيحيّ ؟!

تلك التساؤلات التي ترمقك بها نظرات شعب ترهبك منه علامة الاستفهام أنّى توجهتَ في وطنك حتى النخاع .. فيتفجّر ذاك الصوت الخافت في صدري أنا لبناني ماضييَّ بريء من تجارة أمراء حربٍ استَعرتْ بدمائكم لشهوة سلطتهم..

أنا ابن الأرزة التي جعلتموها و حكامكم في خريف عمرها، أتنكّر لأرقامٍ تحكمكم بالذل والقهر ..

ليجابه صمتي المتصدّع صباحات شباب تفدي باستشهادها، بأرواحها، بدمائها، هؤلاء الأسياد الواهون فتخجل كلماتي… أي أمل أنتم ؟!

ألا تشعرون بالخزي !.. وأنتم تتباهون بمكاتب طلاب ترفع راية عار أنبتت أحقاداً في نفوس أبناء الوطن..

فأشيح بناظري مبتسماً لطفولةٍ عابرة، علّني أجد فيها ذاك الأمل الضائع ..

تختنق أنفاسي أمام شفاهٍ تتلفّظ باسم زعيم طائفيٍّ مناطقيٍّ بأحرفٍ متكسّرة ..

ما بالكم أيّها الأهل هل من تتزلّمون له ووريثه أغلى من فلذة أكبادكم، لم تعززون فيه روح الحقد و التعبد؟!

ما بال هذا الوطن المتسرطن بشعبه؟!

شبه رجلٍ هنا منحنٍ تحت نعال زوجة ذاك الطائفي..

امرأة تتلاشى أنوثتها فتسترجل بفجورٍ أمام حاكمها المناطقيّ..

آباء تمهّد الطريق بأجساد أبنائهم لوريثِ عرش الفساد القادم وكأنّ الراهن لا يكفي.. !!

أيها الشعب العاشق كبوة العبودية انظر إلى شريك وطنك، ألا تتشاركان الفقر والذل والمهانة؟!..

معاناته أليست شقيقة أوجاعك، حرمانه ما هو إلا بتوأمٍ لنواحك..

أخبرني ما مزايا مجتمعك المتباهي به سوى فساد فكري و مادي واجتماعي وبيئيّ.. لتجرؤ على التعالي على سائر مجتمعات بلدك؟!

بمَ يتميّز طفلك المستزلم بالنشأة لينظر باحتقارٍ إلى طفلٍ شريكٍ لا يعرف عن مبادئه سوى ما سمّمت أنتَ فكره به؟!

أيها البائسون، هل تعلمون أنّ تجّار السياسة يغذّون فيكم بذور الطائفيّة للحفاظِ على وجودهم..؟!،

يوهمونكم بالثروة والديمقراطية و النصر لأنكم شعب الفقر والتزلّم والهزائم..

تتباهون بتعصبكم الطائفيّ !!

ورغم أنف كل الزعماء.. سأفتخر بشريكي في الوطن،

و سيصدح صوتي : انت أخي و دمي، أنت أنفاسي التي تحييني، أنت سندي الذي أتكىء عليه لنبني وطنَ حلمٍ يحتضن ترابه أجسادنا كالأمّ الحنون التي لا تفرّق بين أبنائها، لتنبت ذرّة أخوّة تنتصر بوحدتها،

على تعصبكم الأحمق و حكّامكم الأبالسة ..

خاصّ – إلّا –

محتوى المقال المنشور هنا في مجلّة – إلّا – الألكترونية ليس بالضرورة أن يمثل توجهها وخصوصيتها.