×

الموتى أيضاً يستنكرون

الموتى أيضاً يستنكرون

بلال-شرارة-امين-العلاقات-الخارجية-في-مجلس-النواب-300x225 الموتى أيضاً يستنكرون
بلال شرارة / شاعر لبناني وأمين العلاقات-الخارجية-في-مجلس-النواب اللبناني

الانفجار ٠٠ الانفجار الأخير قتلني ٠٠ قتلني تماماً ٠ ذلك ليس مهماً ٠

الانفجار قتل أصحاب المحال التجاريه في الشارع ٠٠

قتل العائلات في منازلها، الأطفال الذين كانوا يلعبون الغميضه و تكرج ضحكتهم من حولنا ليس ذلك مهما (!)

الأطفال لا يدرون أساساً لماذا جاؤوا إلى هذه البسيطه ومن أين وإلى أين يذهبون الآن ؟

الانفجار قتل عصفوراً كان يمر بالصدفه قي سماء المكان، كان برقص جذلانا، و يطير كالمجنون كالسكران و يضرب بجدران المكان، أنا كنت أراقبه حتى لحظة الانكسار ٠

أيضا ليس ذلك مهمّاً،

وليس مهمّاً تشظّي الشجرة التي كانت تقيم كحرز على ساعد المكان ٠

نحن كلنا الموتى، والموتى الغادين نعبر عن. حيرتنا لكوننا هدفا لهذا الموت الغامض لماذ نحن ؟

نعبّر عن أحزاننا على الأشخاص المنفجرين ( الانغماسيين ) ،الذين يتوسّلون موتنا ويسلكون طريق أجسادنا إلى الجنه (!)

ترى هل نحن تأشيرة دخول إلى الفردوس ؟ ٠

كيف يقنعون الانفجارين بمغادرتنا على هذا النحو ؟

ماذا يقولون لهم ؟

أيّ إسلام قاتل هذا ؟

من يجيز كلّ هذا القتل ؟

أنا في موتي أفكر، وكنت قبلاً أفكر في حياتي لو أنّي أستحضر روح أحد الانفجاريين واسأله لماذا فعل ما فعله ؟ وفي أيّ جنّة أو جحيم يقيم ؟

كنت أفكر ٠٠ !؟ رغم أن الموتى لا يفكرون يموتون فحسب !

لكن مجرّد سؤال : ترى من سيقيم على أنقاضنا ؟

الآن في موتي، وقد رغبتم لي جميعكم بالعمر المديد في عيد ميلادي الأخير و حصدت أنا أوسع التهاني ٠

الآن و قد قُتلتُ في انفجار الكرّاده، والانفجارات في مسجد المدينه المنوره، والقاع، وحلب، وبنغازي، ونيس، وميونخ.

الآن بعد كل هذا الموت، سآخذ زاوية في مقهى مثلكم، و أقرأ صحيفتي و أتضامن مع موتي !

أيضاً أريد أن أفهم المشاعر اليوميه للثقافيين (!)

الموتى و هم يمارسون روتينهم اليومي في استجداء السلام المفقود و النديد بموتنا الوحشي ٠

 

مختارات – facebook –

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com