المرأة التركوازيّة
من بحر التركواز خرجت .. حوريّة مقتبسة من بحر البراءة.. معجونة بصهد الاشتياق.. مندفعة بوقود اللهفة.. تائبة من خبث المراوغة.
تُعلن كلّي لك وسألتْ : – أحقا أمضي وحدي في الطريق نحو جوف الوحدة بقاع المحيط السرمدي..؟
قلتُ لها وأنا أمسح عن عيونها دمع البحر : – يا سيدتي التركوازية أنت سألتِ قلبكَ قبل أن تسألينني وأجابكِ قلبك قبل أن تقرأي الردّ في عيوني.. فقط استسلمي لموج الحب.. يمنحك بهجة، ويشمل حياتك بالامان، ويحفظ عليك أحلى ألوانك.. تركوازك.. ياقوتك.. جمرة صفوك.. وجمرة جسدك.. مع وثبة روحك.. رائحة أنوثتك عند التدفّق ادخلي الآن محارتي واعزفي لحن التمرّد على خمودك وتردّدك وخوفك.
أغمضتْ عينيها ودنتْ مني ولثمتْ شفتاي، وقالت : سأتمرّد، وعليك أن تتحمّل العواقب، ودنتْ، وعاودتْ لثم شفتي بشغف.
قلتُ: – تلك قبلة بطعم الجمر المصفى من خام الياقوت، لا أراني بقادر على ردّها !
صاحت في شهقة وهي تتفتّت أمام ناظري إلى حبّات من ماء البحر: – أتأخذ ولا تعطي !
ذبتُ من كثافة الخجل، وهمستُ كنسمة : – لم يمنحني الله قوة براكينك !
قالتْ وهي تغمرني بها .. بها كلها : – أحيلة العاجز أم هو تسويف الزاهد ؟!
هتفتُ وأنا أنحسر كموجةٍ ضعيفة شاحبة : – كيف لزاهد أن يبقى على زهده وقد دانت له قطوف من الجنة وهو بعد على بر البحر وبحر البر ؟!
احتوتني، وضمتني ضمّة عاصرة، حتى كدنا نتداخل ونتضام، وأصير بأحشاء أنسجتها، فلما استقرّ بي المقام تحت وسادة القلب، جعلتُ أتنصتُ، في حذر أن يترصّدني شهاب حارق.. تململتُ في مرصدي، فيها، فأخرجتني بكفيها البديعتين، وأجلستني في بطن كفها الأيمن، وسألتني : – فيم جزعك ؟! لم ترتجف ؟! أنا أعشقك !
لم أكن في جزع ولا كنت في هلع ولا انتابتني رجفة، لكنها جميعا وقعت لي وفي وبي، عقب أن نطقت بهن تباعا ! جمعت حروفي بقوة، ونطقت، ما في قلبي وبجوفي، فلم أسمع صوتي، لكني رأيتها تومئ برأسها السحابي الملائكي، فبصرت ما نطقت مكتوبا على لوحٍ موجيّ شفيف من ماء البحر، حرفاً حرفاً، وكلمةً كلمةً، فخر فؤادي صعقا ورهبا..!
انحنتْ والتقطتني، وعالجتْ بعينيها الزرقاوين دمعاتِ أسى ورثاء مما طرأ عليّ جراء حبّها السابغ الغامر لي، ورأيتها تقول لي : – أعرف أنك آدميّ، وتعرف أني حورية، ربما من جوف البحر خرجتُ، وربما من جوف السحاب هبطتُ، أحدنا نار وتراب، والآخر نور وحبّ، وحظك النادر من بين كل المخلوقات أن هوى قلبي في قلبك فألتبس العشق علي !
لما رأت غبائي الآدمي مجسّداً على قسمات وجهي، مضتْ تقول بلطفٍ وصبر : من حقكِ أن تفهم، لأن الفهم في أرضكم وعالمكم هو أساس الوجود، والعقل عندكم هو قائدكم حتى إلى الموت !
رأيتني أدخل في بعضي طرفاً بعد طرف وعضواً بعد عضو، وأنا أستخرج ألفاظي بقوّة محتضرٍ يوشك أن يرى الساق تلتفُ بالساق وإلى ربّها المساق، ويا للعجب، ما انتويت قوله، وجدتني أقرأه بعيني على صفحة الماء الزاخر المتناغم : – ماذا تريدين. يا عروس البحر، أنا لا أفهمك، أنا خائف منك، أنا مخطوف، لماذا أنا ؟! أريد أن أرجع سيرتي الأولى ! لمّا ضحكتْ التركوازية،تحرّكت أمواج نصف البحر، وعلتْ كالجبل، وهوتْ كالإعصار، وفاضتْ قائلةً : – هل تظنّ يا أيها الأرضي أنّ من تحبّها لا تزال بانتظارك ؟ سألتها ، ولم أسمع سؤالي : – اتعرفينها ؟! قالتْ : بالطبع لكنها لم تعد لك أنت غائب عنها طويلا، لقد تزوجت وانجبت وصارت جدّة !
ذهول في ذهول في ذهول أنا كنتُ !
فاضتْ قولاً وشرحاً : – لم تعد من أهل الارض ، أنت منا ! في حنق ، هكذا تصوّرت ، سألتُ : – أأنا ميت ؟!
ابتسمت عيناها القمريتان ابتسامة آسرة، قبضت معها كل مقاومتي، فانجذبتْ كمسمار إلى قوّة مغناطيسيّة قاهرة، وهمستْ كموج نعسان : – لا بل أنت في وهج الحياة، بل أنت في بدء الحياة،بل أنت في أحشائي ومن أحشاء القلب مولود، أتعلم منذ متى أنت راحل عن البر أيها الآدمي ؟ بان الجهل كاسحاً، وهززتُ رأسي نافيا علمي بعدد سنين الغياب، فقالت : – أنت غائب عنهم منذ أسبوع أرضي !
بذكاء بشري جربتُ المجادلة : – أأسبوع يكفي أن تتزوج فيه حبيبتي، وأن تنجب وأن تزوّج بناتها وأولادها وتصير جدة، كلا إنكِ لتسخرين، لعلّك جنيّة، لعلّك وهم، لعلّني في كابوس، لعلّني في البرزخ، امشِ عني .. دعيني في حالي، وردّني إلى البر، فقد ابتليتُ وابتللتُ بقدرٍ كافٍ، حتى تجمّد جلدي وعقلي !
حنان الكون حلّ في العيون القمرية التركوازية : – أنت تريد الحقيقة شأن كل أدمي، سأقول لك الحقيقة التي هي حتفك النهائي ! صحتُ : – كيفَ لميتٍ أن يموت مرّة أخرى ؟!
قالت في حسم : أنتَ لستَ بميّتْ، أنت عاشق والعاشق تتجدّد له الحياة، ولو في جسد آخر بنفس الروح !
دختُ.. والله دخت.. انقذني يارب السموات . لم أدر قطّ أن جهنّم قد تكون غير النار.، قد تكون حفرة من الحيرة والإغلاق !
سألتُها : هل تغيّر شكلي ؟ أأنا لم أعد أنا ؟! قالت ضاحكة بأسى : – تريد حقاً أن تراك الآن وقد مضى أسبوع أرضي على غيابك ، و٧٠٠ عاماً سماويّاً ! اتّسعت عيناي، من الذهول : أعمري اليوم سبعة قرون ؟! قالت : مازلت تريد أن تراك !؟
قلت بإصرار : – كيف عشت ٧٠٠ سنة ؟! هزّت رأسها البديع : أنتَ لم تعشْ سبعة قرون، أنت ميّت من سبعة قرون، بتوقيت السماء !
انخرطتُ في نوبة غضب عاتية، ودارتْ عينيّ في المكان افتشُ عن أشياء أحطّمها تنفيساً عن جحيمي الذي يسكنني، وقلتُ بجرأةِ ميتٍ حي : احزمي أمرك وحدّدي موقعك وجنسك، أأنتِ أرضية أم بحريّة أم جويّة سماويّة ؟! لمّا ضحكت، رأيتُ البر والبحر والجو يتداخلون، وأنا تصاغرتُ حتى ذبت، فلما سكتتْ طويلاً ، رأيتُ الطبقات الثلاث تتفاصم وتتخارج، وأحلّ أنا على حافّة البحر قريباً من اليابسة، وحانت مني نطرة إلى سطح الماء المصقول، فرأيتني مخلوقاً لا عرفه، بملامح سبعة قرون، إلى الوحوش أدنى ، من هذا المسخ ؟، ما هذا الشئ؟! كيف سيراني الناس؟! ماذا سيفعلون بي ؟!
تلفتُّ حولي، وكانت الشمس تلسع بدني بسياطٍ موصولة إلى نار جهنم، وصحتُ : – أين أنتِ يا سيدتي؟!
اختفتْ . اختفتْ . موجة بحر عاتية تنفتح وتتّسع وتغور، مسحوبة بالمحبوبة الغريبة، وهأنذا وحدي على شاطئ بحر غريب، لكن ما هذا ؟!
أعريان أنا كما ولدتني أمي. ياللفضيحة ! كيف أستر عوراتي ؟! لا شجر، لا شيء. رمل فحسب. أأستر جسدي برمال ؟! مجنون أنا إذ أفكر أنّ الرمل ملابس.. يا ربّي إني خجلان مني، أسترني، ووضعتُ كفاي على موضعي، ورحتُ أتلفتُ يميناً ويساراً، وتذكرتُ أني جائع، بمغصة عربدت في أمعائي، فمشيتُ خطوات، وقد نال مني الإعياء مبلغه، فسقطتُ ممدّدا على الرمال، وغفوتُ، رغم القيظ الحارق، ومن المؤكد أني تدحرجتُ، ليس بقوّة ذاتية مني، بل شيء أو شخص يدحرجني، أربع دحرجات، نهضت بعدها، لأراني في ملابس، ملونة تعود بي إلى عصر المماليك ! المماليك ؟! قُطز ؟! الظاهر بيبرس ؟! شجرة الدر ؟!
يا ربُّ.. الموتُ أهونُ من جحيم الغموض هذا ! عموماً ليس يهمّ بالمرّة نوع الملبس ولا العصر، بل المهم حقاً أني مكسو مستور، وفي خصري سيف مبتور، وأني على قيد الحياة، ولسوف أعيش عمري، لكن أين أين أنت يا امرأة البحر المسحور والبر المهجور والجو الم ؟! عدت ادراجي الي سطح البحر أفتش عنها، مستدعيا طاقتي علي التفاؤل، فلما طالعت هيئتي هالني الوحش الحفري الذي يطل علي من جوف الماء ! بينا أنا غارق في تعاستي وحزني وخوفي، انبثق رأسها بغتة، فغمرتني موجة ما عاتية، فلما مسحت وجهي، رأيتها، رأيتها، رأيتها، ها هي، ها هي، هاهي اشكرك يارب : – أعدتِ إلي يا حبيبتي ؟! ،
أرجوك.. أتوسّل إليك، ردّيني إلى عمري إلى ناسي إلى حياتي إلى حبيبتي الأرضية!
في غضبٍ عابرٍ همستْ : أما زلت تحبها بعد كل الذي كان وجري؟! أنتم أهل الارض تعشقون من يعذبكم .
سأجيبكَ إلى سؤالك.. انظر وراءك.. الآن أنظر!
يا الله كم أحبّك يا الله ! سأعبدك ماحييت وما متّ ! رأيتها تخطو نحوي في لهفة مشتاقة، ورأيتني أدنو منها، ياللعجب، إنّها حقّاً حبيبتي، لكن وجهها تركوازي وجسدها تركوازي، بلا ملابس، لا مملوكية، ولا عصرية !
ناديتها في سرور ممزوج بالريبة مستأنساً : – ألستِ أنتِ مروانة ؟!
استغربت الاسم : – مروانه ؟!
غريبة ، أنتَ نسيتَ اسمي ؟ ، أنا كروانة ! أنسيتَ أيامنا وحبّنا وأولادنا يا أبا جعفر قلت في نفسي : – أ أنا أنجبتُ جعفرا ؟!
دنوتُ منها، ثم جفلتُ، ورحتُ أغطّي وجهي بكفي أن ترى رجلا في السبعمائة ربيعاً من عمره !
التفتُّ إلى البحر خلفي، كأنّما استردّ محبوبتي البحرية، البريّة، الجويّة، وعدتُّ بنظراتٍ يائسة، لأجدَ شفتيّ أم جعفر في شفتيّ أبي جعفر . كيف لكل هذا الجمال الظالم التفرّد أن يتقبّل حتى النظر إلى كل هذا القبح الشائه ؟! سألتها وأنا أتفكّك، ضلعاً بعد ضلع ومفْصلاً بعد مفْصل، من شدّة التعب : – كيف ترينني يا مروانة ؟!
صحّحت لي قولي : – بل كروانة .. كروانة يا أبا جعفر ! تصبّرتُ، ونفختُ، وتصبّرتُ، وعدّتُ أقول : – كروانة، كروانة، لكن كيف ترينني ؟! –
أراك أبا جعفر.. حبيبي وزوجي، وأبا أبنائي وبناتي الستّة عشر على رأسهم جعفر ضقتُ ذرعاً فصرخت محنقاً : جعفر جعفر جعفر، لعنة الله على جعفركِ هذا !
تكدرت صفحة الوجه التركوازي الجميل، ومال إلى سمرة مخلوطة بالزرقة، حتى حسبتها في الستمائة من عمرها ! عاتبتني بقوة : مالك يا رجل ؟! تغيرتَ كثيراً وصرتَ ناقماً على عيشتك وعلى بيتك وعلى امرأتك !
قلتُ بهدوء : سألتكِ كيف ترينني، ولم أعرف ردّك ؟! قالت : بل ردّدت سؤالك بأن في ريعان الصبا والقوّة والجبروت، ماذا تريد أكثر من ذلك .. قلْ أنتَ كيف تراني ؟!
قلتُ : أراكِ أم جعفر الذي لم أنجبه، وأراني في الجانب الخطأ من الجحيم، وأني ربما ربما سقطتُ من مكان بين السماء والأرض، وأنّ الموت أرحم مما أنا فيه !
ضحكتْ ضحكةً هائلةً ارتجّتْ لها الانحاء الجبلية الممتدّة على مدى البصر موازية لشطّ البحر، لمّ برحه.
وقالتْ متهكّمة : منحتكُ الوجه الذي تحبّ، والبدن الذي تعشق، واللون الذي يخلب لبّك، والعمر الذي تتمنّى، وانتظرتك تمنحني لحظة عرفان، وامتنان، وتضمّني إليك بقدْرٍ وبقوّة ما أعطيت إليك، لكنّك رحتَ تهدرُ الوقت والوجد في الشكّ والريبة.
لم تعرفني، ظهرتُ لكَ على البرّ وخرجتُ لكَ من البحر، وصعدتُ في السماء، لأبهركَ، لكنّك لمّا تزل حبيس هواجسك الأرضية.
أتعلم يا من أردته رفيقي في آخرتي أين مكانك اللائق ؟ حاولت أن أظهر ندماً وتراجعاً لكنّها كانت حسمت أمرها : مكانك أن تنزل، وسط الناس، بوجهك القديم الأزلي العجوز هذا، بملبسك المضحك هذا، وبجعفر ابنك الذي تنكره، ممسكا بيمينك، تتوكّأ على ذراعه القوي !
فتحتُ فمي لأنطق، لأستأنف حكمها الهادر، لكني غبتُ لثوان، تضاممتُ فيها، وتضاءلتُ، ثم انفجرتُ، كياناً أرضياً من جديد، ووجدتّني في قلب سوق الجِمال والمواشي، بقلب الصعيد، ومن هذا بيميني أتوكّأ عليه ؟!
قال بثقةٍ : – أنا جعفر يا بابا !
استنكرتُ : – جعفر من ؟
ردَّ بحزمٍ ألجمني : ابنك أنسيت ؟!
عاندتُ وقلتُ : والله ما أعرفك ولا عمري شفتك !
مَضَيْنا في جدال، ولم انتبه إلى أطواقٍ من الناس تتكاثر حولنا، وجوه ووجوه، كانت تتفرّس فيّ بقوّةٍ ودهشة، ورأيتهم يُحْكِمون حصارنا ويلوّحون، يتنادون ليأتي منهم المزيد للفرجة، على مخلوق بلغ من العمر سبعة قرون، بينما مضى بعضهم يصوّرني بآلاتٍ غريبةٍ وامضةٍ، وهرولَ الجندُ نحوي بالسيوف والدروع فوق الحياد تصهل، وضاقت الحلقة من حولي، حتى دخلتْ وجوههم في خلايا وجهي من شدّة التحديق، لكنّ يداي كانت حرّتين بما يسمح بوضع الأصفاد في المعصمين ولما ساقوني أو جرجروني سحلاً، كنت مازلت مشغولا بسؤالٍ لَعينٍ يتملّكني : أين أنت يا جعفر ؟!
خاصّ – إلّا –
play youtube
xnxx
xhamster
xvideos
porn
hentai
porn
xxx
sex việt
henti
free brazzer
youpor
brazzer
xvideos
play youtube
play youtube
Brazzer
xhamster
xvideos
xvideos
porn
porn
xnxx
xxx
sex việt
Phim sex
mp3 download
Nike Compression Sleeve
American porn
Download Mp3
henti
Holiday Lyrics Madonna
play youtube,
play youtube,
xvideos,
Brazzer,
xnxx,
xhamster,
xvideos,
xvideos,
porn,
sex việt,
mp3 download,
Find Mac Address Of Mac,
porn,
Aruba Tripadvisor,
phim xxx,
Mp3 Download,
Share this content: