Home أقلام إلّامسـاهمـات الإعلام العربي سلاح خبيث بأجنداتٍ خارجية مخزية

الإعلام العربي سلاح خبيث بأجنداتٍ خارجية مخزية

by رئيس التحرير

 

عصــام الغــــازي شاعر وكاتب وصحافي/ جمهورية مصر العربية

عصــام الغــــازي
شاعر وكاتب وصحافي/ جمهورية مصر العربية

 

لم تستطع الأمة العربية أن تحصن مناعتها في مواجهة هذا المدّ الإعلامي السرطاني، الذي بدت طلائعه الأولى

RRR2-661x365

المدرسة النموذجية لاقتياد الإعلام العربي الخبيث

 

على قناة (سي إن إن) خلال الغزو الأمريكي للعراق، وجلست الأسرة العربية أمام شاشات تليفزيوناتها تشاهد كارثة ضرب بغداد، وقتل مئات الألوف من العراقيين تحت زعم نشر الديمقراطية وإنهاء الحكم الديكتاتوري لصدام حسين، وكأنها تشاهد فيلما سينمائيا من أفلام الكاوبوي ولم يخطر في بال الإنسان العربي آنذاك، أن تلك ستكون الحلقة الأولى من المسلسل الرهيب الذي صاغته عقول مجموعة “المحافظين الجدد” التي ترسّخ دورها في حكم الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر2001، والتي ضمّت مسؤولين سابقين وكتّابا وصحفيين ونشطاء سياسيين وأساتذة جامعات وباحثين، وقد اتسمت هذه المجموعة بنفوذٍ واسع لا يتناسب مع حجمها في حلبة السياسة الأمريكية، إلا أن تأثيرهم القوي نبع من سيطرتهم على افتتاحيات الصحف الصهيونية الأمريكية والتعليقات والتحليلات التي يتغلغلون بها في برامج الحوار في شبكات التليفزيون الأمريكية المدافعة عن المصالح الإسرائيلية.

 

????? (5)

كونوليزا رايس مهندسة “الخراب العربي “

حينها سمعنا “كوندوليزا رايس ” مستشارة الأمن القومي ووزيرة الخارجية الأمريكية – بعد ذلك – تبشرنا بنظرية “الفوضى الخلاقة”، فلم يهتزّ لنا جفن، ونامت قياداتنا أيامها قريرة العين دون أن تعي أنها في مواجهة “الجيل الرابع من الحروب” التي ستزلزل الأرض تحت أقدامها.

bush54645gf564-9

بوش الابن واللوبي الصهيوني أصحاب الأجندات الرئيسية

كان زعماء اللوبي الصهيوني يخططون لحقبة جديدة من الصراع، هدفها إعادة رسم الخريطة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بتفتيت الدول العربية الكبرى إلى دويلات من خلال صراعات عرقية ودينية دموية، يحترق فيها الأخضر واليابس ، وتقوم فيها جيوش بقتل شعوبها حتى تباد هذه الشعوب أو تفر من جحيم أرضها إلى المنافي ثم تدمر هذه الجيوش نفسها بنفسها في صراعات مسلحة، وتنهار اقتصاديات تصور البعض أنها كأموال قارون التي لا تفنى، ويعاد ترسيم الحدود من خلال “سايكس – بيكو” جديدة، وتبقى إسرائيل هي القوة المسلحة نوويّاً والمسيطرة على الأرض في الإقليم ، والاقتصاد المتين الذي لا يطاله الضعف أو الانهيار، وهي نموذج “الديمقراطية ” – من وجهة النظر الأمريكية – الذي نجحت أجهزة الإعلام في حجب وجهه العنصري البشع ومذابحه بحق الفلسطينيين العزل.

 

????-????-?????

نموذج للإعلام المُغرض والمُضلل

كانت مؤامرة (الربيع العربي)هي التطبيق العملي لفكر المحافظين الجدد، الذي تجسّد في منهج الجيل الرابع من الحروب، حيث تدرب مجموعة من “النشطاء السياسيين” أمثال -وائل غنيم – وغيره على كيفية إثارة الرأي العام، وتم إرسال الجواسيس وعملاء أجهزة المخابرات المعادية إلى ميدان التحرير وغيره من “ميادين الثورة”، ونزلت قيادات متعطشة لشهوة الحكم كالدكتور محمد البرادعي لتكون جاهزة لقطف الثمار مع  جماعة الإخوان الإرهابية التي تسلمت حكم مصر آنذاك، وتمّ استخدام الإعلام كسلاح استراتيجي من خلال “قناة الجزيرة” المُضلّلة التي زوّرت الحقائق وروّجت للفكر الخائن ولمخطّطات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة  في الجيل الرابع من الحروب، وكذلك الإعلام الموجه في الداخل الممول من الخارج، الذي لا يستحي من تقديم الوجوه الخائنة العميلة، باعتبارها صاحبة الرأي السديد، وأنها  رموز الثورة ” الحقيقية”.

كان الإعلام صاحب الأجندات المتآمرة يضع نصب عينيه هدف تشويه الماضي القريب المعادي للاستعمار والإمبريالية، وخاصة كل ما تمثله الحقبة الناصرية من عزة وكرامة ونضال ودعم لحركات التحرر الوطني وانحياز للفقراء، في الوقت الذي  كانت جحافل الإرهاب بكل صوره وأشكاله  تستضاف في برامج “التوك شو”، بمن في ذلك القتلة. وكان قاتل الدكتور فرج فودة يتباهى على الشاشات المصرية بقتله!، فيما كان الرئيس المصري محمد مرسي يحتفل بذكرى نصر أكتوبر73 في ستاد القاهرة باستضافة قتلة السادات ” قائد نصر أكتوبر”، والإعلام الرسمي لا ينتقد ولا يحتج،

hqdefault

فيصل القاسم وجه من وجوه الجزيرة

وفضحت تسريبات “ويكلكس” بعد ذلك قوائم إعلاميي برامج الـ “توك شو ” الذين قبضوا الملايين من الدولارات من قطر وغيرها لقاء الدور الخسيس الذي مارسوه وما زالوا يمارسونه!.

وقد اتفق الخبراء العسكريون في العالم على أن حرب الجيل الرابع هي حرب أمريكية صرفة، فتنظيم “داعش” الذي حاول اغتيال الحضارات القديمة ومحو آثارها في العراق وسوريا إضافة لتشويه قيم ومباديء الإسلام  تأسس على يد شركة “بلاك ووتر” التي حاربت نيابة عن الجيش الأمريكي بالعراق، إضافة إلى مرتزقة من مختلف بلاد العالم دربتهم تركيا واحتضنتهم لتحقيق طموحات القيادة التركية في الخلافة، وقد وظفت  أمريكا لتحقيق أهدافها  القوى الناعمة أيضا، مثل وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر) والإعلام الجديد والتقليدي ومنظمات المجتمع المدني والعمليات الاستخبارية والنفوذ الأمريكي لخدمة المصالح الصهيونية والأمريكية في نشر الصراعات العرقية والطائفية والدينية تمهيد لتفتيت دولنا، لولا يقظة الجيش المصري وقياداته الوطنية التي أفسدت على المتآمرين خططهم وردت كيدهم إلى نحورهم.

إن أمتنا بحاجة ماسّة إلى تطهير قطاعاتنا الإعلامية من أدران التبعية والعمالة التي لحقت بها خلال مؤامرة “الربيع العربي” ، ووضع استراتيجية إعلامية قومية تتناسب وتوجّهاتنا الوطنية بعد ثورة 30 يونية ، وعلينا أن نتذكّر ما قامت به الإذاعة المصرية في حقبتي الخمسينيات والستينيات حين كانت إذاعة “صوت العرب” هي مصدر الإلهام الفكري والنضالي لكثير من طلائعنا الثورية في العالم العربي، وكانت تعطي من خلال برامجها ( شيْفرة ) للمناضلين ضدّ الاستعمار وقواعده العسكرية، وضدّ الخونة والعملاء.

خاصّ – إلّا –

تقع مسؤولية الآراء الواردة في المقال على عاتق الكاتب وحده.

 

You may also like