نادرة من نوادر التاريخ البغدادي
قصــة ســوق مـريـدي..
سوق مريدي هـو اشـهـر سوق فـي العراق…
واسم صاحب السوق هـو (( مريدي شحيت عويد الفرطوسي )) من مواليد 189 , من ناحية العدل التابعة لقضاء المجر الكبير في العمارة , من عائلة فلاحية وينتمي الى عشيرة الفرطوسي
وهذه العوائل نزحت الى بغداد بحثا عن حياة افضل وهربا من الاقطاع والسركال , والناس الجنوبين نزحوا الى بغداد على مرحلتين :-
المرحلة الاولى في الاربعينيات في زمن نوري سعيد الذي اتى بهم من اجل الخدمة البسيطة والذين سكنوا في منطقة الشالجية وما حولها .
اما المرحلة الثانية فكانت في زمن عبد الكريم قاسم غندنا وزع اراضي وصار هناك خلل في توزيع الاراضي حيث صار هناك تغير ديمغرافي في جنوب العراق .
وطبعا هذا الرجل وكل الناس كانوا يبحثون عن عمل , وقد تطوع مريدي في سلك الشرطة , وظل يخدم في هذا السلك لغاية عام 1948 .
وبعد الفيضان الذي حصل في بغداد عام 1954 في زمن سعيد قزاز الذي كان وزير الداخلية ومحمد جمال الذي كان رئيس الوزراء
وهذه العوائل كانوا ساكنين في منطقة خان بني سعد ,
وبعد الفيضان قرروا ان يذهبوا الى منطقة الشاتية ( الخضراء حاليا ) وسكنوا فيها وحولها .فقرر مريدي ان يفتح محل صغير ليعتاش منه , وهذا المحل كان يبيع شغلات بسيطة جدا .
ولكن بعد فترة وفي عام 1963 وفي زمن عبد الكريم قاسم فقد قرروا اخراج جميع العوائل الفقيرة والساكنين في الصرائف قرروا ان يدعوهم بالذهاب الى مدينة الثورة , حيث قرر عبد الكريم قاسم ان يوزع اراضي للناس الفقراء والمحتاجين في مدينة الثورة فنزح الناس الساكنين في الوزيرية تحت جسر القطار والشالجية والمنصور ( الريزس ) الى مدينة الثورة , حيث قرر عبد الكريم قاسم منح قطع اراضي للناس الفقراء والمحتاجين والساكنين في الصرائف في مدينة الثورة ,وبالفعل نزح الناس البسطاء الى مدينة الثورة , حيث وزع عبد الكريم قاسم قطع اراضي تبلغ مساحتها 144 مترا ومبلغ بسيط من المال ,
ومريدي لم ينسى شغلته وشاء القدر ان تكون قطعته اول قطعة في ( شارع الجوادر )
وطبعا مدينة الثورة تحتاج الى بناء وعمران .
فقام مريدي بعمل سوق في قطاع ( 32 ) فقام بجلب مواد بسيطة للبناء (, خزان ماءء . كيس سمنت , مالج ….الخ ) وشئا فشئا بدات الناس بالشراء من مريدي لهذه المواد البسيطة , وكان المحل مفتوح في الشارع , وكانت الناس تسميه مريدي وكان اسمه كسمفونية في الفم , فكان الناس يقولون : جيب هذه السلعة من مريدي , حتى عرفه الناس جميعا في هذه المنطقة
وهذا السوق وهو سوق شعبي يقع في الجانب الشرقي من مدينة بغداد، في منطقة الثورة والتي سميت مؤخراً مدينة الصدر وتحديدا في شارع يسمى شارع الجوادر (وتعني الخيام، ومفردها خيمة)، وبين تقاطعي شارع الكيارة وشارع الشركة حيث يعادل طوله حوالي ثلاثة قطاعات من قطاعات المدينة البالغ عددها 80 قطاعا أي ما يساوي 1500 متر بعرض 100 متر تقريبا وهو مستمر بالتوسع ويختص هذا السوق ببيع مختلف الحاجيات ومن ضمنها الأشياء المسروقة والممنوعة..
ثم بدأت الباصات القديمة ( الفورتات ) الالمانية الصنع تقف في طوابير وسط بغداد وهي تصيح ( مريدي , مريدي ) وبالفعل كانت الناس تركب هذه الفورتات للذهاب الى مريدي , وصار محطة عالمية للنقل ..
وفي مدينة الثورة يوجد 13 سوق , واذا صار نقص في بعض المواد فان جميع اهالي بغداد يتوجهون الى سوق مريدي حيث يجدون هذه المواد فيه .
وفي زمن الحصار لم تكن بعض المواد موجودة في بغداد كالحليب والرز والزيت ولكنها كانت موجودة في سوق مريدي .
وفي بداية الحرب العراقية الايرانية بدا هذا السوق بالتزوير , فكان الجنود يحتاجون الى نموذج اجازة او هوية عسكرية فيذهبون الى سوق مريدي ويشتروها منه .
وللحقيقة فان التزوير جاء من المصرين االذين جاءوا الى العراق في عام 1979 , 1980 , حيث جاءوا الينا بالتزوير , وانحصر التزوير في سوق مريدي .
وظهر سوق مريدي على الشاشات عالميا في مسلسل فرقة ناجي عطا الله عام 2012 , حيث احتاج عادل امام الى اوراق ثبوتية , جواز سفر , جنسية , شهادة جنسية , فذهب الى سوق مريدي واستخرج هذه المستمسكات , الى ان كان سوق مريدي سوقا خاصا بالتزوير .
وعندما فتح مريدي سوقه بداه بالحاجات البسيطة مثل الكرزات , وعندما بدات حالات البناء قوية فبدا مريدي بجلب مواد البناء المهمة .
والعراقيين بهم ميزة اذا فتح احدهم بفتح فرن للصمون , فلكثير يفتح قربه , واذا فتح احدهم فالبعض يفتح مثله , واذا فتح محل ( بنجرجي ) فالبعض يفتح مثله ,
وهكذا بدا سوق مريدي بالتوسع وصار من اشهر اسواق بغداد
وقصة هذا الرجل ( مريدي ) هي قصة كفاح وكيف قام بنقل عائلته ووجد لها ملاذ امن , واصبح ماركة عالمية اسمها ((سوق مريدي ))..
خاصّ – إلا
Share this content:
إرسال التعليق