نيكوتين

by admin

 

image1

ذكرى الحربي شاعرة وكاتبة سعودية – الرياض

 

ثمّ أردف

لأول مـرة أعـــرف بـأن للحديث لون، وفقاعـة، وحيّـــز

أحب الألوان الفــاقعــة في حديثـــك

تــأملت هـذه اللحظة بصمتٍ أســــرع من الضـوء والإشــارة

تـواكبت مـع صــوته بـإنتظــام ثـم تنبهـت فوراً لأتساءل: فـقـاعة ؟

هل هـذا يعني بأن حديثي لـــه زمن الفقـاعـة ؟

 

خالد : الفقـــــاعة تُــربك الـزمن وتتـــرك ألوانهـــا في ذمّـة الذاكـرة ..

 

سارا : لا أعـرف لمـاذا تُصـرّ في كـل ومضـةٍ بأن تترك لي شيئاً من جغرافيتك هنـا ..

أنت مجبـول على الغيـاب وروحي تستحضـرك بشئٍ من الدهشــة ..

وعنـدما تعـود تُرمّم هـذا الآيـل مني في أقـل من وهلة ..

هل هـي حـاجة المدمن ؟ أم إدمان الحـالة ؟

 

خالد : غيابي هو منتهى حضـورك في أروقـة الـــروح وأنابيب المـزاج ..

لا أعـــرف ماذا أسمي هذا البـيـان !

أو إن صح النبـض ( الاعتــراف ) ..

 

سارا :  هل تعرف بالأمس وعلى الرغم من مشاغلي ، تلبّستني كمن يقبض على كامل أحاديثي

ألم تتــرك للـدقيقة متنفسـاً ولا للوهلة خصوصية ؟..

استدراجكَ لتوثّبي غالباً ما يكون في منتهى الحرفية ..

 

خالد : أعــرف ..

سارا : كنت أتمنى بأن تُكمل حتى لا أتّهمك بالعنجهيـة المفـرطة .

خالد : لا تستنتجي مع هذا الوابل من إتهاماتكِ ، أنه ثمـّة أيّ معنى بين أوتاري …

سارا : ومنـذ متى كانت أوتارك الصوتية قابلة للاستماع، أنت تعـرف متى تحجب الرؤيا

عن مجريات روحك .

 

خالد : الم أقل لكِ بأني أحب هذا المزيج اللوني في حديثك ..

يستبيح إستقطابي بشـراهة عارمة .. أنتِ مهيأة بإستمرار لإقتلاعي من مكاني ..

أجدني فجأة مشدود بحرص لأن أجثو على مسمعيك .. ثم سرعان ما ألبثُ أن أستجمع الروح

للمثول أمام ذاكرتك .

 

سارا : أقـدر لكَ هـذا البوح المفرط لاستفزازي، يؤسفني أن أكون دوماً في حالة من التهيأ

لهذا القـادر على أن يمنح نبضي لونه، وفكري عونه، وروحي دبيبها .

يحزُ في وريدي أن أمنع عنه سريان دورة الدم الطبيعية فيه..

 

خالد : وهل هو كذلك الآن ؟

سارا : لن أجعلك تتأنّق بإجابتي ، فأنت أنيق بما يكفي ..

خالد: بل اجعليني في كل مرة أزداد وسامة وأناقة حتى لا تنقطع حاجتي منك .

سارا : كم أنت مستفـــــــزّ .

 

خالد : وكم أنتِ في أحلى حالاتك الآن ، غضبك يُفتقُ أربطة عقلي

غضبك متواكب مع ألوانك العشرة .

 

سارا : ——-

 

خالد : أين أنتِ ؟

هل تركتني كعادتك أستنطق هذا ( الماسنجر ) الباهت إلا منكِ ؟

هل قررتِ الإعتصام عني ؟

سأخرج ……

 

يتبع –

 

 

مقاطع ستنفرد مجلّة – إلا – بنشرها  تباعاً من كتاب /تسجيل خروج / للكاتبة السعودية “ذكرى الحربي”، والذي كان من المقرّر إصداره عن “دار الغاوون ” بيروت، إلا أنّ الدار لم تلتزم الاتفاق مع الكاتبة علماً بأنها قد سدّدت كامل المُستحقات المادية بالكامل، وعفّت عن اللجوء إلى القضاء لملاحقة الدار وصاحبها مكتفية بالاستياء والصمت.

جميع الآراء الواردة أعلاه تعبّر عن موقف كاتبها ولا تمثل موقف مجلّة – إلأ – نهائيّا..اقتضى التنويه.

 

 

You may also like