Home إلّا “لبنان ” ألم يَنَلْ ما يكفي من “العَتْمَة “

“لبنان ” ألم يَنَلْ ما يكفي من “العَتْمَة “

by رئيس التحرير

زينه حمّود / شاعرة وكاتبة وأكاديميّة لبنانيّة – بيروت

 

ربّما نالت الحكومة اللبنانية الثقة من مجلس النواب، ولكنها قطعاً قد خسرت ثقة الشعب للمرة الالف.. فالحكومة وحسب مزاعمها المتكررة تسعى إلى محاربة الفساد، وهي في الحقيقة تقضي على ما بقي من أنفاس الشعب، إذ لا يكفي المواطن اللبناني ما يعانيه من فقر وجوع وبطالة وحرمان من أبسط الحقوق المدنيّة حتى تعود مشكلة الكهرباء وانقطاعها المتكرّر إلى الواجهة من جديد.

كل الحكومات السابقة كانت بعد أن تنال الثقة تعد اللبنانيين بكهرباء ٢٤ ساعة وكما يقال”ع الوعد يا كمون “… وبعدو الشعب ناطر انتهاء”الكذبة البيضا ” التي يكرّرها هؤلاء للوصول إلى السلطة.

والسؤال المتكرر للحكومة المبجّلة، هل يعقل أن يدفع المواطن شهريا ثلاثة فواتير للكهرباء.؟! .. فاتورة للدولة، وفاتورة لأصحاب المولّدات المدعومين سياسيّاً من بعض النواب والذين باتوا معروفين بالأسماء، والذين في عزّ الأزمة يزيدون فواتيرهم بشكل كبير ويقاصصون المواطن بالتقنين أيضا بحجة “تريح الموترات “، فيلجأ المواطن اللبناني الذي يئن من ضربات الأيام إلى شراء “UBS ” لإنارة غرفة واحدة على الأقلK وتلفاز يتابع من خلاله أخبار البلد، علّها تُفرج من قريبٍ أو غريبْ…

لكنّ الدولة اللبنانيّة وبكلّ عنجهيّة ترفض المساعدات الخارجيّة وخاصّة من الدولة الإيرانيّة بهدف النكد السياسي حفاظا على حساسية دولة صديقة أخرى، ومشاعرها التي هي أصلاً غير مبالية بحال المواطن اللبناني وأحواله المتكدّرة والمتقهقرة كل حين ومتدهورة من السيّء إلى الأسوأ.

بالتأكيد هؤلاء النواب، وأصحاب النفوذ، لا يشعرون بانقطاع الكهرباء لأنهم يعيشون بكوكب آخر.. يتوفر فيه كل ما يحرمونه على المواطن المسكين، فإلى متى سيسكت الشعب عن حقوقه؟

إلى متى سيبقى الشعب نائماً في أحضان مذهبيته وطائفيته وزعمائه؟ ألم يحن الوقت لثورة شعب تطالب بالحقوق وتقدّم الواجبات؟ الدولة تقول الجباية غير كافية وأنها تقع تحت عجز؟ في حين أن البعض يدفع ٣ فواتير بدل الفاتورة الواحدة.. فأين تذهب أموال الجباية..؟!

كفى كلاماً… وكفى استهتاراً.. الظلمة باتتْ في كلّ مكان، ولا يخرق سكون الليل سوى أصوات الموتيرات التي أتعبتْ جيوبنا ولوّثت بيئتنا وقضت على ما بقي من أحلامنا.

وأنتم أيُّها الغافون ألم يحن الوقت لتطلقوا صرخاتكم، وتسمعوها إلى من صُمّت آذانهم، فمشاريعهم معروفة ومنذ سنين طوال… هدفهم توظيف أموالهم، ونهب أموالنا، تحت مسمّيات مشاريع اقتصاديّة، فبعد أن أصبح لبنان أول بلد بالتلوث بسبب النفايات، هاهم أبناؤنا يموتون على أبواب المشافي، بينما هم يتاجرون ويتقاسمون الحصص…

ودائما يزرعون في نفوسنا الفتنة، و يعزّزون عدم قبول الآخر، وهم يقومون بالمصالحات على حساب شهدائنا ويعتذرون عن هفواتهم بالسرّ أو العلن، ونحن نتبعهم كالأغنام …

فمتى سنصرخ بصوت واحد وبقلب واحد؟ .. كفى .

كفى أيُّها الزعماء لعباً بمصيرنا، فنحن شعب يستحقّ الحياة! ..

 

خاصّ  – إلّا –

You may also like