Home دعسـة إلّاافتتاحيــة ماذا بعد الكبار…!!

ماذا بعد الكبار…!!

by رئيس التحرير

غادا فؤاد السمان- شاعرة وكاتبة سورية- بيروت

رحل سعدي يوسف……
ورحلت معه كل الاقاويل، وجميع الاسرار والإشكالات إن كان هو وراء ذاكرة الالتباس، في جسد الرواية التي شاع عن أحلامها ماشاع، ام لا..

تلك الشائعة التي نخرت عظام الصحافة والمهتمين والنقاد والمطبلين، قالها في لحظة زهو ونشوة القدح الذي لا يفرغ من الاوهام، ثم التزم الصمت فيما تبقّى من اكتراث وفضول.. انتهت او تكاد تنتهي برحيل هذا وذاك ممالك الهواجس الادبية..

انتهت او تكاد تنتهي منظومة الأسماء العارمة واحياناً المتورّمة..

انتهت او تكاد تنتهي حفلة الجوائز التقديرية للمتجائزين المنتمين إلى هذا النسق الادبيّ أو ذاك، إلى ذاك المحفل الإبداعي او غيره، إلى ذاك الهيكل الإدّعائيّ أو سواه..

ستحلّ الطفرة من جديد، بمناسبات مفتعلة، هشّة، ساذجة، لا تناحر ثقافي فيها، لا قضايا شائكة جديرة بشد العصب ونوبات السخط والغضب والتحدي والجنون، سنشهد ظلالا للظلال، او مجرد هوامش تستبسل لتنتمي للأبجدية ولكن دون جدوى ودون أصداء تذكر..

سنشهد أشباها لا اسم لها ولا حضور ولا شخصية ولا كاريزماتيات ساحرة، مجرد مسوخ، مسوخ ستعربش إلى كل منبر، ومنصة، وشاشة، وقلم، وصفحة، وفضاء، وسطر، وستعجز علامات التعجب ومعها كامل إشارات الاستفهام، عن ضبط البلهوانات التي تتقافز على حبال المراحل والازمات…

حتى الذاكرة ستنقلب على ذاكرتها وتدخل في نفق النسيان المظلم الطويل الطويل الطويل..

ريثما يسترد العالم قدرته على الهدوء، والصمت والتأمل والجدارة والإيمان والثقة، ريثما يستعيد النبلاء نبلهم المسروق، والرقيّ سموّه المختلس، ويعود السخفاء والفارغون والمثرثرون إلى حدودهم وقد مُنِعوا من التطاول والتعدّي والتمادي والتزييف..

وقتها ربما بوسع الأبجدية ان تصنع أبطالها من جديد، وينهض الشغف في نفوسنا كالشمس المشرقة بعد شتاء مديد مديد متخم بالأوحال.

خاص – إلا – 

You may also like