Home إلّا الصِدَام العربي العربي في سوريّة

الصِدَام العربي العربي في سوريّة

by رئيس التحرير

جريس سميرات / كاتب وناشط سياسي أردني – عمّان

 تستعد الولايات المتحدة الامريكية ضمن خطة جديدة لتغطية انكسارها وانسحابها من سوريا الى ارسال قوات عربية ستحل محل جنودها في سوريا وهو ما سيزيد من إشعال المنطقة ويؤثّر في مسار التسوية في هذا البلد. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن الولايات المتحدة تعتزم توسيع محاربة تنظيم «داعش» من خلال إشراك دول المنطقة فيها وفكرة ارسال قوات عربية ليست وليدة اللحظة بل تعود في نشأتها الى أيلول/سبتمبر 2012 قدمت قطر مقترحاً بإرسال قوات ردع عربية إلى سورية، وأيدته تونس، إلا أن الرفض الروسي يومها كان حاسماً، لم تكن القوات الروسية قد انخرطت في الأعمال العسكرية المباشرة في سورية بعد، فماذا سيكون موقفها اليوم من دخول قوات ركّبتها واشنطن؟ هل ستقف موسكو صامتة أمام المقترح الذي يريد أن ينهش ساحة نفوذها، رغم ما بذلته للمحافظة على هذا النفوذ؟ 
ذكرت شبكة CNN وفي عام 2016  أن قوات عربية متواجدة في المملكة العربية السعودية، تستعد للتدخل في سورية عبر البوابة التركية، بعد يومين من إعلان الرياض استعدادها لإرسال قوات برية لمحاربة “داعش”. ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدرين سعوديين مطلعين على خطط المملكة السعودية للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها لمكافحة تنظيم “داعش” في سورية، قولهما إن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديين مع قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل المملكة حاليا.
والتزمت المغرب بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سورية من الشمال عبر تركيا . وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والتي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثي إلى السعودية هذا النهج الامريكي ليس بجديد بأن يتحدث الرئيس ترامب عن تولي قوات عربية واسلامية مكافحة الارهاب في سوريه، كلّ ذلك أسوقه شبه حرفيّ نقلاً عن “وكالات “.
لكن وبتفصيل الاوضاع والمواقف الدولية نجد بأن السعودية ما زالت تقبع في مستنقع اليمن اذ لا بد من الإشارة أنه وعلى مدار 3 سنوات من العدوان على اليمن، تمكن المقاتلون اليمنيون من اقتحام معسكرات في الداخل السعودي.
أكثر من ذلك باتت الرياض وجدة والطائف إضافة إلى مدن الجنوب اليمني في مرمى صواريخ طورها اليمنيون تحت الحصار. ولعل ما لا يعرفه السعوديون عن إحترافية قواتهم العسكرية أنها لاتزال منذ ثلاث سنوات عاجزة عن السيطرة بشكل كامل ولو على مديرية واحدة من مديريات شمال اليمن، وأن قتالهم ضد اليمنيين يدور في عشر مديريات فقط من أصل 234 مديرية في شمال اليمن كما سبق لمصر أن رفضت الانضمام للتحالف السعودي-الاماراتي في اليمن. كان الرفض المصري يومها مستنداً إلى تجربة أليمة خاضها الجيش المصري عام 1962. خرجت الصحافة المصرية يومها بمذكرات ضباط شاركوا في حرب 1962، لتشير إلى صعوبة المواجهة مع اليمنيين. فكيف بمصر اليوم المنهمكة بمواجهة الجماعات التكفيرية في سيناء وبتأمين حدودها الصحراوية مع ليبيا؟.
ثمّة عراقيل أخرى تقف أمام طرح مسألة إرسال قوات عربية إلى سورية. قد يبرز فيها الموقف التركي، إذ أن المناطق التي ستحل فيها هذه القوات يُفترض أنها مناطق انتشار القوات الأميركية، وهي التي تقع على الحدود المحاذية لتركيا، ومناطق أخرى شرق نهر الفرات قرب الحدود العراقية، في دير الزور وفي البادية السورية، ما يعني أن الموافقة التركية ضرورية على انتشار أي قوات عسكرية أجنبية هناك. وبالنظر إلى العلاقات الخليجية، تحديداً الاماراتية-السعودية مع تركيا، فإن الرفض التركي محسوم أيضاً، في ظل قناعات لدى أنقرة عن دعم يتلقاه المقاتلون الأكراد في معاركهم ضد الجيش التركي.
كما يمكن قراءة الموقف الايراني الذي بات واضحا أن تواجد قوات عربية يعني ذلك مواجهة مباشرة مع قواتها داخل سوريا وبالتالي فإنّ المواجهة ستكون مكشوفة تماماً. 
أمّا الروس فهم بطبيعة الحال يمتلكون ورقة القانون الدولي إذ أنها ستتمسّك بميثاق الامم المتحدة الذي يمنع التدخل بالشؤون الداخلية للدول كما ان ميثاق الجامعة العربية يسير بنفس الاتجاه ذلك من شأنه تحويل وجود قوات عربية على الاراضي السورية الى اعتبار ذلك عدوان وعمل معادي للقانون الدولي مما سيعري الموقف العربي والامريكي امام المجتمع الدولي ينبني على ذلك قيام حقّ مشروع للدولة السورية في مواجهة تلك القوات الغازية ومواجهتها مما سيؤدي حتما الى إراقة الدماء العربية العربية، سيما أن الدولة السورية ستواجه الدول الحدودية المشاركة بسلاح الصواريخ مما سيخلق ذلك كارثة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
السيناريو الاقرب ان تقوم قوات اسرائيلية بهذه المهمة بمباركة عربية وبنفقات مدفوعة سلفا الا ان تلك المواجهة لن تغيّر شيء على الارض بل ان رد الفعل السوري الايراني الروسي وحزب الله والقوات الرديفة لن تقف مكتوفة الايدي دون رد، من هنا فإن الوضع والخارطة في سوريه تكاد أن تكون معقّدة هذا الوضع الذي ستستغله القوات السورية في لجم الارهاب والمؤامرة وقضم ما تبقى من معاقل الارهاب وداعميه .
خاصّ – إلّا –

You may also like