مرصد – إلّا

by رئيس التحرير

غادا فؤاد السمّان / رئيس تحرير – إلا – بيروت

تعتبر الإعلانات الشريك الضامن لمسلسلات السباق الرمضاني، ففي الوقت الذي ينهمك فيه المشاهد لمتابعة عمل معين باحداثه ومجرياته وخاصة عندما يتمكن المشهد المرسوم للكاراكتير والشخصية من زرع خيوط التشويق بمساعدة ضمنية يرتضيها المُشاهد طوعاً، بل متواطئاً على ذاته مع كلٍ من المؤلف والمخرج والممثل على حدّ سواء، منهمكاً في تعقّب أثر الحاله والحجة ليقتنع بشغفه، وبأهميّة وقع الاثر على ذاته وسكبه في نفسه كضروره حتمية لا بد منها، ليساهم في إزاحة الرواسب وإخراج المخلفات المختلفة العالقة بكل مافيها من سلبية وتوتر وازمات، لهذا نستغرق في المشاهدة وكأننا جزء من العمل نتغلغل بمشاعرنا في ثنايا المشاعر المطروحه من خلال العلاقات المطروحه على مرآنا دون تحفظ، وكلّما أحرزت شوطا من الصدق كلما كان طريقها أقرب إلى دمنا المتفاعل ونبضنا المضطرب على شرف المشهد، وهنا ذروة اللعبة الدرامية ان تستجر المتلقي إلى براثن الحالة لتستقر في صميم اهتمامه، واذا ب”الإعلان” يقطع هذه الحالة كالأرعن الذي يقف على مفترق طريق ولا يترك اي خيار سوى الغصّة.. وللأسف المحطة التلفزيونية بصفتها الحاضن الرسمي للإعلان بوسعها أحيانا ان تضاعف نسبة الإعلان قياسا للأحداث المشوّقة وتجعل منها مسوّغاً للتمرير لدرجة تشفير الذهن لدى المتلقي، علما ان هذه الإعلانات لا تتمتع بأية سوية بصرية او محتوى ذهني لائق يتلقاه جميع افراد العائلة والاخطر هنا الاطفال الذين دخولة المعادلة المختلّة لتمرير أي منتج سواء كان جيدا او غير جيد دون مراعاة للغة المعتمدة لطرح السياق، ودون اي اعتبار للغة الجسد التي يتأثر بها اطفال المجتمع بشكل مباشر، من هنا ومن كل ماورد اعلاه.. ستحرص إلا وهي مجلة المستوى والمحتوى برصد كل الهنّات التي تمر عبر اي “إعلان” متلفز، وستعمد إلى تسليط الضوء بموضوعية فائقة لمن يستحق الإشادة ومن يستحق النقد وإن اضطررنا لاستخدام التشريح في المشهد والتجريح لو تطلّب الامر، وسيكون ثمة استفتاء واستشارة مبنية على أسس علمية وفكرية ورصد متواصل من خلال ذوي الاختصاص ومن العائلات أنفسهم، ومن هنا ستواكب إلا – كل إعلان عبر الشاشة الصغيرة الملعب الدائم  ومسرح اللامعقول احيانا.

 

خاصّ – إلا – 

You may also like