Home دعسـة إلّاافتتاحيــة وعد الحرّ لم يعد متوفّراً

وعد الحرّ لم يعد متوفّراً

by رئيس التحرير


سبع سنوات بالتمامِ والكمال مضتْ على انطلاقة “إلّا ” التي أبصرت النور على درب الأثير عبر الشبكة العنكبوتية، في مثل هذا الشهر الفضيل من رمضان /2014/، وبفضل الله وشريك – إلّا – الدائم والداعم لوجودها إيماناً بخطّها الواعي المعتدل، وربّما احتساباً لله ساهمت شركة “nazzal group” في هذه “الاستمرارية” لمجلّة “- إلّا – الإلكترونية “، وهذا زمن ،،افتراضي ،، طويل نسبيّاً لا يُستهان به أبداً في قوانين الأثير الحاليّة واعتباراتها السائدة، إذ انه في هذه الأثناء تزامنت مع -إلا –  العديد من المواقع والمنابر والمجلات والعناوين وانطلقت بقوّة البروبوغاندا التي تفتعل الضجّة الإعلاميّة المدوّية، والصخب المُبَرمج أحياناً لخدمة الهمروجة “الفقاعيّة ” نظير كتلة من العلاقات والمصافحات والمصالح وفي مقدّمها “الإرتهان ” السياسي، الذي يطغى على طبيعة المنبر أيّاً كان هدفه أو غايته..
هنا.. إلّا – تختلف عن نظرائها حتماً، فهي آثرت الإستقلالية وعدم الإرتهان لأيّة جهة سياسيّة ولم تعترف بغير المنطق والحقّ والعدل والإنسان وإنسانيته.. لهذا أصبحتْ هموم المهمّة مضاعفة دون ريب، ومهمّتي كانت الحفاظ على حرّيتها التامّة مهما كلّف الأمر، إضافة إلى الحرص المتواصل على رفع المستوى، بغربلة المحتوى.. وهذه معادلة ليست بالسهلة بل في زمننا الراهن هي أكثر من معضلة، وخاصّة في زحمة التراكم الهائل، وللأسف أن الحقيقة الواقعية تؤكّد بل تجزم أنّ الغالبية العظمى من الناس ومن الصحافة ومن الإعلام، قد أصبحوا جميعاً أسرى الأرقام التصعيديّة حتى يكترثوا أو يلتفتوا إلى منصّة مستقلّة، أو حتى صفحة مرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، فالجميع صار يعتمد مبدأ ال “كم ” وأسقط من اهتماماته مفهوم ال “الكيف ” الذي دأب أهلنا وأجدادنا عليه لتكريس السويّة والإرتقاء بالمستوى من خلال الاختيارات المتعاقبة للمحتوى.. 

و-إلّا – لم تمرّ على عين خبير أو ذهن متمرّس إلا وفازت بالاحترام والتقدير والإعجاب والتأييد والإنحياز لمستواها وارتقائها، فهي لا تشبه غيرها من المواقع العديدة اللامتناهية التي تفتح صفحاتها كمنصّة عرض عن بعضها البعض وتعمد إلى النسخ دون إعادة ترتيب الفكرة أو محاولة إعادة صياغتها على الأقلّ، فصار العدد الهائل من المواقع على كثرته ووفرته كأنه مجرّد موقع واحد مستنسخ لا أكثر، في حين – إلا – عمدت الإبتعاد عن الآني والعاجل والشائع في النشر تجنّبا للتكرار والإجترار والتقليد..

حيث اعتمدت – إلا – المواضيع الفكرية والثقافية التي تصلح للمراجعة في كل حين إضافة إلى اللقاءات العديدة والمتتالية لشخصيات تعتبر مسيرتهم وشخصياتهم وبصماتهم علامة فارقة في المجتمع لتميّزهم وحضورهم الفاعل، ومن هنا تنبثق خطّة الدعم المادي للمجلّة، حيث اعتمدت – إلا – استراتيجية التمويل الواضح الصريح من خلال مصدرين لم يكن لهما ثالث، الاول الإعلانات، والثاني المقابلات المدفوعة، وهذه الاستراتيجية الواضحة فضّلها كل حرّ أبيّ على أن تكون المجلة غامضة ومصادر تمويلها مبهمة لأنّ المواقع التي تعتمد التغطية على هذا الامر فهي حتما مرتهنة لجهة سياسية معينة واحيانا ترتهن لأكثر من جهة وتعتمد السياسة المزدوجة للكسب المتعدد، وإلا – آثرت الصراحة والانفتاح على الجميع منذ انطلاقتها حتى اليوم شرطها الوحيد المنطق والاعتدال والمستوى، ورفضت الانصياع لرغبة فريق على حساب آخر علما أن العديد من الفرقاء المتصارعين لتسديد المواقف والضربات السياسية الموجعة حاولوا التواصل معي لتليين قناعاتي وقولبتها وفق منهجياتهم “الآيديولوجية” الممضّة مقابل سخاء مادي، ينعم به الكثير من المواقع هم وأصحابها المتلونين بلون الإرادة السياسية كالحرباء تماما. 

لا اخفي ان الحلم كان كبيرا جدا وكانت الثقة بالنبلاء أكبر بكثير بأنهم سيحرصون على مساندة إلا – ليس لتكون مجلة الكترونية وحسب بل مجلة ورقية شهرية على الاقل او حتى فصلية، وتضاءل الامل لتكون سنوية، ولكن ما دَخَلَ إلا من دَخْلٍ بالكاد كان يكفي لقضاء القليل القليل من الالتزامات..

نعم انا أعتمد – واقولها علنا دون خجل او وجل – على تمويل- إلا – بصفتها عملي الوحيد وجهدي الدائب ووقتي المسخّر للمواصلة والاستمرار ومصدر رزقي الفعلي الذي اعتز وأفخر به دون تملّق لذاك او محاباة لتلك، وانا لا معيل لي سوى الله وذاتي، ولا مجال للاتكال على غير الله وغير – إلا – لتأمين السيولة كل حين، وإذا كانت إلا تستضيف الاسماء والشخصيات اللامعة من الفنانين واحيانا الادباء استضافة “مجانية ” ..

فهي “تعوّل” على استضافة الشخصيات الاقتصادية او السياسية المميزة بين الحين والحين لتخلق التوازن في المجلة حيث تُوفّر السيولة من خلال دعم المجلة بمقابلات “مدفوعة” يرتضيها الطرفين، بتحويل مادي يساعد على مزيد من التفرغ للمجلة ومزيد من الارتقاء والنجاح والحضور.. اللهم هل أولمت. 

خاصّ – إلا – 

 

 

You may also like