Home جيران إلّا روايات ما بعد -2003 – رؤية جديدة في مشاكل الوطن والهوية

روايات ما بعد -2003 – رؤية جديدة في مشاكل الوطن والهوية

by رئيس التحرير

مازن لطيف / صحافي وكاتب عراقي – يغداد

 

رونين زيدل/ ناقد ومؤرخ الرواية العراقية

  • رونين زيدل، ناقد ومؤرخ الرواية العراقية ومهتم بالأدب العراقي، يرى ان الرواية العراقية رواية مهمشة عربيا وعالميا. وان عدد الروايات الجيدة غير قليل. ومع ازدياد الاهتمام العالمي باخبار العراق يمكن ان تتوفر للرواية مساحة لا تلغي العقل الغربي في مشاكل العراق والفرد العراقي، وزيدل هو مدير أبحاث في مركز الدراسات العراقية في جامعة حيفا. وكانت أطروحته للدكتوراه مكرسة لتسليط الضوء على الدور الذي لعبته مدينة تكريت والتكارتة في تاريخ العراق طوال القرن العشرين. ويهتم الدكتور زيدل بدراسة العلاقات الطائفية، والمكون السُنّي في العراق، والأدب العراقي المعاصر.

حاوره : مازن لطيف – بغداد

ما سبب اهتمامك بالرواية العراقية؟

اهتمامي في الرواية بدأ في نهاية التسعينات. عندما كان العراق بلدا مغلقا، وكباحث حاولت ان اجد معلومات. عن طريق الرواية احسست بأنني أنني أعوض لنفسي عن عدم استطاعتي زيارة العراق. الرواية تكمل تجربة الوجود المفترض في البلاد. كأنك تزور العراق عبر الصفحات. اضافة الى ذلك فإن الرواية ساحة واسعة تحلل فيها الهوية العراقية ومركباتها.

انني باحث يهتم بموضوع البحث بشكل كلي ولذلك تقربني الرواية الى التجربة الكلية التي هي الحياة في العراق . من الحر القاسي في الصيف الى طعم السكنجبيل في الكاظمية. وهذا لا يتوفر في المصادر العادية.

سؤال برأيك كناقد ومؤرخ للرواية العراقية.. ما هي الفترة الذهبية للرواية العراقية؟

الفترة الذهبية للرواية العراقية هي فتران. الاولى تمتد بين الستينات والسبعينات وانتهت مأسويا في الثمانينات مع الحرب والديكتاتورية. والثانية هي الآن ما بعد 2003.

الرواية المعاصرة في العراق الحديث بدأت مع النخلة والجيران في 1965 فقط. كانت كتابة الرواية تعتبر قمة عمل الكاتب. قمة صعبا الحصول عليها. كان الكتاب يقارنون بين كتابة الرواية وخلق عالم. كأن الروائي يخلق عالما بقلمه. لذلك فإن العديد من الكتاب امتنعوا عن هذه التجربة العظيمة . وبعد 2003 توسعت الساحة . ارتفع عدد الكتاب. وبرز جيل جديد ومهم هو جيل التسعينات الذي تفكك بين اركان الفكر البعثي المتشدد ونظر الى الوضع العراقي بشكل مختلف تماما. كتاب هذا الجيل اختاروا الرواية كوسيلة ملائمة للتعبير عن ارائهم. روايات ما بعد 2003 توفر رؤية جديدة في مشاكل الوطن والهوية الوطنية . حسب رأيي، هذه الروايات هي الروح الجديدة الحقيقية ليس في الادب العراقي فقط انما في الادب العربي اليوم. حصول احمد السعداوي على جائزة البوكر العربية شهادة على ذلك. ومع هذا، فإن الروايات العراقية  للأسف لا تنال الاهتمام العربي والعالمي اللائق بها.. أنا اواكب كل الروائيين الناشطين. احب العديد منهم مثل طه حامد الشبيب، السعداوي، عبد الكريم العبيدي، خضير الزيدي، علي بدر وغيرهم ومن كتاب المهجر احب نجم والي، حميد العقابي ، هيفاء زنكنة وآخرين.

هل وصلت الرواية العراقية الى مستوى عالمي؟ ولماذا؟

من السؤال اخمن انك تفكر ان الرواية العراقية لم تصل الى مستوى العالمية حتى الآن . اذا كنت تقصد انها لم تحصل على تعريف عالمي فانت محق. اعتقد ان الاجابة متعلقة بعدم الحصول على تعريف عربي اولا الذي يسهل الترجمة الى لغات العالم. لا اعرف لماذا لم تحصل على تعريف عربي رغم اصدار العديد من الكتب في دور نشر عربية. ربما يكمن السبب في محتوى الروايات العراقية والكثير منها تميل مع طريقة الفكر العربية التقليدية او ذات محتوى عراقي .  ان عدد الكتاب العرب لهم شهرة عالمية قليلة جدا ومنهم عدد اقل من العراقيين المهمشين في العالم الادبي العربي. كتاب الماضي الكبار، تكرلي، فرمان، محمد خضير، الصكر، كانوا يعيشون في عالم اخر من جانب النشر وسياسة النشر.

أعتبر الرواية العراقية رواية مهمشة عربيا وعالميا. طبعا ليست كل الروايات بالمستوى الادبي المطلوب. توسع الفلول ادى احيانا الى نشر روايات سيئة . هذا طبيعي وايجابي. كمؤرخ اقرأ هذه الروايات ايضا واستخدمها. انما عدد الروايات الجيدة غير قليل. مع ازدياد الاهتمام العالمي باخبار العراق يمكن أن تتوفر للرواية مساحة لتلغي العقل الغربي في مشاكل العراق والفرد العراقي.

ما هي الرواية التي تركت اثرا عندك ؟ وتتمنى ان تكون انت مؤلفها؟

 لا اتمنى ان اكون روائياً. واذا تمنيت فساكتب رواية عن حياة الناس في بلادي وبلغتي. اما ما أعجبني من مئات الروايات العراقية التي قرأتها حتى الأن فكانت رواية طه الشبيب ” الحكاية السادسة” فقد سحرتني . وقائمة الروايات العراقية المفضلة عندي طويلة . اذكر منها كل روايات التكرلي ، فرمان والصكر، رواية محمد خضير ” بصرياثا”، رواية هيفاء زنكنة “نساء على سفر”، روايات نجم والي “تل اللحم”، “صورة يوسف” و”مالبورو بغداد”، روايات علي بدر ” اساتذة الوهم” “بابا سارتر”، رواية عبد الكريم العبيدي “الزمرد والذباب” واخيرا رواية سنان انطون ” فهرس” .

المصدر : مجلة العَالم الألكترونية

You may also like