Home لـوثـة إلّاأدب المطران “كبّوجي ” في ذمّة الصمت العربي على المأساة المتنقلة

المطران “كبّوجي ” في ذمّة الصمت العربي على المأساة المتنقلة

by رئيس التحرير

بلال رفعت شراره/ كاتب وشاعر لبناني – مستشار رئيس مجلس النواب -بيروت

ربما لم يكن أحد من العرب منتبهاً إلى أنّ المطران “هيلاريون كبّوجي ” كان لا يزال حياً حتى الأمس ٠

ربما كان العرب، الأخوه العرب، أقصد الأخوه الأعداء، كل أنواع سلطاتهم ( المتحفيّة، القديمه، المتوسطه، والجديدة ) أقصد السلطات الصيفية، الخريفية، الشتويه و الربيعيه – ربما كانوا – لا يعرفون ( بل من المؤكد أنهم لم يكونوا يعرفوا ) أن سيادته كان لا يزال حياً و يتابع مآسيهم بحزن٠

نتيجة بحث الصور عن كبوجي

ابن حلب – السورية شاهد العصر المطران كبوجي يغادر حزناً على كل ما جرى

هم اعتقدوا أنه مات منذ زمنٍ بعيد، منذ أن استهلكوا الثوره الفلسطينيه و الهدف منها وحوّلوا الشعب الفلسطيني إلى شعب مفرّغ من قوة عمله وإنتاجه و ٠٠ حلمه، وأنّ الثوره منذ أُخْرِجَت من ميناء بيروت، بدأتْ تختنق وتموت و أنها قد أصابها ما يصيب السمكة حين يجري إخراجها من الماء٠

نتيجة بحث الصور عن كبوجي

لم يترك القضية الفلسطينية يوماً أن تترجّل من فوق كتفيه

المهم أنّ المطران كبّوجي الحلبي بالولادة، الفلسطيني بالانتماء، العربي بالتاريخ و الجغرافيا و التراث الإنساني، و المسيحي بالمحبة، عاش و رأى كم نحن أبعد ما يكون عن التزامنا بالقدس وبالبعد الإيماني الذي يمثّله المسجد الأقصى و كنيسة القيامه و بالبعد الحضاري الثقافي للقدس كعاصمة للمقاومه بمواجهة الغزوات الصليبيه وصولا إلى الأجنبيه و الصهيونيه و بالبعد التاريخي للقدس كعاصمة تاريخيه لفلسطين٠

نتيجة بحث الصور عن كنيسة القيامة

كنيسة القيامة الراسخة عبر الزمن والموغلة في التاريخ

عاش سيادته و رأى استباحة الإرهاب لمدينته حلب وتدميرها، عاش ورأى ما فعله الإرهاب بالمدن العربيه في العراق و سوريا و ليبيا، عاش سنواته الاخيره حزيناً لأن رعيّته ابتعدوا عن الله ( ربما هم ليسوا أبناء كنيسته و لا أبناء أيّة كنيسة أو مسجد آخر، و لكنهم بالتأكيد خراف ضاله من قطيعه ).

عاش في زمن عاد فيه السبي للواجهة، وهتك الأعراض للمدن، عاش ورأى جلّ نماذج الإرهاب التكفيري، عاش و سمع أنّ تنظيم بيت المقدس، يقتل الجنود المصريين بدل الصهاينه،.

نتيجة بحث الصور عن سبي النساء في سوريا

سبي النساء علناً على مرأى العالم العربي الإسلامي

عاش و رأى و سمع كيف أنّ إسرائيل التي لاتزال تحاصر غزّه شَنَّت ْعليها حروباً و حروباً، وكيف حاولت إسرائيل بالحديد و النار العودة إلى ضفّة الليطاني، بكى سيادته أمام صورة الفظائع، المجازر، صور المشردين ولكنه كان مفعماً بالامل ٠٠

نتيجة بحث الصور عن حرب غزّة

حرب إسرائيل على غزّة والصمت العربي المزمن

كان يتمسّك بإيمانه، بالذي ( حٓوّلٓ الصخر إلى غدران، و الصوان إلى عيون مياه )، كان يعلم أنّ ( الحزن سيزهر فرحاً، و أن الفرح سيثمر محبّة ).

الآن مات المطران كبّوجي بعد عمرٍ مديد مزدهر بالألم (!) ٠

نتيجة بحث الصور عن كبوجي

المطران كبّوجي وتلويحة الودراع تاركاً خلفه حلم فلسطين بالتحرير والعرب باليقظة

مات ونحن بعد لم ننتهِ من حروبنا الصغيرة و لم نسلك، بعد طريق فلسطين، و لكنّه سمع ،و رأى ولمس، و استيقظت أحاسيسه على وقع مفارقةِ النظام العربي لروحه، وعودة الحجارة، و ( الشبريات ) لتنبض، في أكفّ الأطفال الفلسطينيين نبض الحياة لتتشكل على مساحة حلب بل على مساحة سوريا والعراق و أنّ المسافة إلى فلسطين تعود لتصبح أضيق من خطوة طفل.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like