×

علاقة نارية / الجزء الأوّل

علاقة نارية / الجزء الأوّل

 

محمد-حسن-الالفى1-300x160 علاقة نارية  / الجزء الأوّل
محمد حسن الألفي / كاتب وأديب مصري – القاهرة

قلبي يعذّبني

خاصمتها والله خاصمتها ،  بعد خناقة وصلت أصواتنا فيها الي عنان السحاب !
وبعد الخناقة ، عزمت بشدة أن تكون هذه آخر حروبنا العاطفية سوية ، لأن القلب لم  يعد فيه  مكان لتلقي المزيد من الطعنات الغائرة ، اداويها ، واتابع التئامها بوجد وصبر ، فلا أكاد  أشفي حتي تنشب بيننا  معركة لأتفه الأسباب ،امسك فيها لساني ، وأسلحتي الفتاكة ، خوفا علي ما أعرفه جيدا عن خيبتي القوية ، وهي أني سأشعر بالالم العنيف والندم العميق ، لأني  جرحت من بادرت بكل قوتها وبكل جبروتها ، وبكل مافي حوزتها من غل الي طعني والتمثيل بمشاعري وكرامتي وحبي .
الإ هذه المرة الأخيرة ، فلقد تجاوزت في العراك كل الخطوط ، وأيقنت أنها بياعة ، فلما أشتري من باعني ؟! ، وهكذا ، هكذا ، بسطت كتفي ،  وشمخت بهما وشددت قامتي ، وتخفف فؤادي من أحجار علاقة جرانيتية ، غير قابلة للانهيار، غير أني نجحت في نسفها بأسلحتها هي .
الحق ،أني نمت ليلة لم أنعم بمثلها  قط  .. إذ لم أفكر فيها ، لأول مرة ، لم تهاجمني صورها ، ولفتاتها، وكلماتها ، وصورنا وكلماتنا وسهراتنا ،سوية . نمت والله ، وسمعت شخيري ، وأطمأننت أني في سابع نومة ، ولكن ..
كم أكره لكن هذه .. لست أقصد الي الكلمة ، بل أقصد الي حالة استدراك الحالة !
لقد  وقعت بقلبي حالة ارتجاع بلغة الطب مع الأمراض الخبيثة ، وحدثت بقلبي حالة استئناف ،بلغة المحاكم ، وحالة معاودة التعاطي بلغة المعتاد علي الغيبوبة قسرا ورهقا !
يا الله ، كم الساعة الآن ؟
الثانية بعد منتصف الليل لما تزل  . فات علي آخر طلقة متبادلة  بيننا ، فات علي آخر زرار خلعته من قميصي عنوة وعنفا ، اربع ساعات ، ففيم إذن كان نومي وسباتي وشخيري وغبطتي وسروري ؟ أأطلبها ؟!
أأعود  صاغرا ؟
تقلبت في فراشي  ، حرثته حرثا ، كنت  اتقلّب كما السمكة البوري  تشوي فوق صهد النار، وحانت مني نظرة تعمدت ان تكون خاطفة الي محمولي، أو  لعله هو من جذبني اليه ينبهني الي انه طوق نجاتي  .  غير أني مددت يدا كارهة له وقبضت عليه ودفنته تحت وسادتي ، ولم تمض دقيقة ، قاومت فيها رغبتي اللحوحة الزنانة في أن أطلبها ، وأشفي مني ومنها بسماع صوتها المتكسر المتعتذر . أكيد سوف تعتذر . هي الغلطانة ، وانا المجني عليه عاطفيا وزراريا ، فلقد دمرت قميصي ، تماما .
لكن هل ثبت في تاريخ علاقتنا الطويلة ، انها كانت أول  من بادروجبرزالخاطر أو أول من اعتذروصالح ؟!
انت أنت دوما كنت المعتذر. إنه يا رجل  هذا العذاب وكلمها ، فالمكالمة ، أهون  وطأة مما أنت فيه .
اتسعت عيناي ذهولا ورضا معا ،إذ رأيت أصابعي تتسحب تحت الوسادة  وتسحب التليفون . كم كرهتني  في هذه اللحظة المشينة !
وتساءلت بينا  تضئ شاشة المحمول : لماذا هي قوية ولماذا أنا ضعيف ؟! ألأني كنت الذي بدأ  العلاقة واعترف بأنه العاشق ، وانا الذي اهتم واتصل ورعى وكتب الشعر والنثر بدم قلبي واملأ أذنيها بسحر الحب ؟!
هي فعلا القوية ،بدليل  رسالتها النصية التالية :
– اعتذر وخلص نفسك، اعلم انك الآن بتتقلي في زيت مغلي .

نفختُ في غضب واتّخذت قراري !
الاسبوع القادم تنفذونه معي !

 

عمل روائي جديد للأديب محمد حسن الألفي تفخر مجلّة – إلّا – بنشره على حلقات أسبوعية متتالية مع الشكر الجزيل لثقة الأديب الجليل.. 

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed