Home دعسـة إلّاافتتاحيــة ليلة صاخبة مع حنظلة

ليلة صاخبة مع حنظلة

by رئيس التحرير

غادا فؤاد السمان / كاتبة وشاعرة سورية – بيروت

………………… 
آهٍ يا ناجي العلي
فلسطين.. 
جرح الخاطر والخاصرة
بل ثقب في الروح
اتّسع واتّسع.. حتى ابتلعك، وابتلع حنظلة، وابتلع كل ثائرٍ، كان يتقن الزحف فوق الألغام، 
وتحتَ الأسلاك الشائكة.. 
ابتلع كل قلمٍ كان يناضل بحرفٍ، 
و.. يتمتْرس خلفَ مِحبَرة.. 
ابتلع المنابر التي باعت سطورها وصفحاتها، 
وباعت القضية.. بأفخاذ الفراشات،

بأثداء الأفاعي، بدموع التماسيح،

وجلود الطواويس اللئيمة.. ابتلع البوصلة.

…………………..

آهٍ يا ناجي العلي
كم جبلاً اغتالوا معك، 
كم جيلاً قضى خلفك،

كم شجرة اقتلعوها من جذورها، 

كما كبريائنا الذي سقط صريعاً، وحذا حذوك، 
كم حقيقة مفجعة.. تمادتْ في فجائعها، 
فالاقصى لم يعد قصيّاً إلا علينا، 
والأقسى لم يتوجّه بقسوته إلا إلينا، 
والظالم صار يستنسل ظلمه منّا وفينا. 

…………………. 
آه يا ناجي العلي
السياسة المغناج التي كنت تداعبها

كفارس.. 

فقدت عذريّتها، 
أودعت براءتها في الحضيض، 
دخلت طوعا ماخور القوّاد، 
حيثُ خَرَّ القادة طوعاً، 
تحت الشَدّْةِ المخلوعةَِ، 
كتاجٍ هشٍّ فتّته الصدأ. 

…………………. 
آهٍ يا ناجي العلي
ماذا تبقّى من دمك
لنتبرج به.. 
ماذا تبقّى من حِبركِ
لنتشكّلَ به.. 
ماذا تبقّى من سخطكِ
لننهضَ به.. 
ماذا تبقّى من روحكِ
لنتحرّر من مواتِنا المؤبد العنين..!!! 

…………………. 
آهٍ يا ناجي العلي
حين كان قلمي رصاصاً
صوّبوه إلى صدري. 
حين صار قلمي وطناً
اقتلعوني منه.. 

هل تعلم ما يؤلمني يا ناجي العلي
بل أكثر ما يؤلمني يا ناجي، 
أنّ الفارسة الشرسة.. 
غادرتني إلى الثلاجة، 
آخر الجبهات المُتاحة،
آخر القلاع الشامخة،
في عزّ السُبات..
والسِباب أيضا. 

………………….
آهٍ يا ناجي العلي
كل الذين قضوا معك في سبيل كل شيء،
قضى ويقضي أضعاف أضعافهم 

في سبيل اللا شيء.. 

ليس حبّاً في الهروب،

ولا إمعانا في التراجيديا
لكن ثمّة من يُبرِمُ الصفقاتِ المشبُوهةِ،

ثمّة من يرتضيها، ثمّة من لا يكتفي، ثمّة من لا يستحي، ثمّة من لا يعي أو يعي جيداً ويدّعي.. ، ثمّة من لا يكترث، وثمّة من يختنق بحبل اللامبالاة مرغماً.. مثلي.

……………….. 
آهٍ يا ناجي العلي
كم بوسعي أن استطرد، 
كم بوسعي أن استرسل، 
كم بوسعي أن استولد، 
كم بوسعي أن استشرس، 
لكنّ كفّاً واحدةً.. لا تصفّق،
شطراً واحداً.. لا يعترفون بقصْدهِ أو قَصِيدَه، 
جانحاً واحداً.. لا يرتفع مهما ارتقى، 
ومهما حاولت أن أستعيد وجهك الغارق

في حزنه لن أفلح،

فطريق البدايات أصبح خلفك،

وخلف حنظلة، 

ونحن أضعنا الطريق،

لأننا لم نجتهد جيداً.. كي نَتْبعَك.

خاصّ – إلا – 

You may also like