Home إلّا للدمشقيين لا سواهم

للدمشقيين لا سواهم

by رئيس التحرير

مازن الحلو / مهندس مدني سوري – مهتم بجمع التراث الشعبي – جدّة

الأحياء الدمشقية ومرجعيات هذه الأسماء وكناياتها ومنها..

زقاق “القرد ” : سمي بذلك كناية عن حاراته الضيقه وإذا ما سألنا دمشقياً عن سبب هذه التسمية أجاب إنه: “زقاق مدخلج، فيه فوتات وطلعات وزواريب و زوابيق ” أي أن هذا الشارع كثير التعرجات والتقاطعات الضيقة، بحيث يكاد الإنسان يضيع فيه عن سبيله، ويضرب بها المثل ويقال بين العوام “مطرح ما ضيّع القرد ابنه “.

نتيجة بحث الصور عن زقاق القرد  بدمشق

حارة ” مطرح ماضيع القرد ابنه ” بدمشق

حارة “الكلبة ” : يقع داخل حارة المفتي بسوق ساروجة. وسبب التسمية كما تذكره العامة، لأن كلبة ولدت جرائها فيها، وحين ساهم سكان الحارة بالعناية بالكلبة وجرائها، ذهبت مثلاً ونسبت التسمية للضيفة المحتفى بها.

نتيجة بحث الصور عن حارة الكلبة بدمشق

حارة الكلبة

سوق “قميلة ” : يظن للوهلة الأولى أنها مشتقة من قمل تبدو عكس ذلك رغم أن معانيها أيضاً سلبية، وسوق قميلة القريب من سوق النسوان ورد ذكره في عهد المماليك في القرن التاسع للهجرة في رسالة /نزهة الرفاق في شرح حال الأسواق/ لمؤرخ الشام يوسف بن عبد الهادي إذ قال : سوق البيمارستان أو سوق برا أو سوق قميلة، الثلاثة أسماء لسوق واحد تحت القلعة تباع فيه الخلقان. وفي العصر الحديث حرّف أسمه ليصبح سوق (ميله) وتستعمل هذه الكلمة كناية عن البضاعة =الرديئة = فيقال بالدمشقية الدارجة ” إي شو جايبه من سوق ميله” وتحوّل هذا الاسم مع الأيام إلى مصطلح يُراد به سوق الألبسة المستعملة البالة ليصبح سوق (أبو ميله) .

نتيجة بحث الصور عن سوق ميله بدمشق

أحد الدكاكين في سوق ميله

قهوة “خبيني ” : تقع في آخر سوق القباقبية تجاه مقهى النوفرة خلف الجامع الأموي. وأصل تسمية خبيني قديم وسبق أن أطلقت في القرن الثاني الهجري على مقهى غربي التكية المولوية عند ساحة الحجاز اليوم، وشاعت هذه التسمية الشعبية بين الناس في العهد العثماني زمن الاتحاديين الأتراك، حين كان أولئك يعمدون إلى البحث عن الشبان لسوقهم إلى الخدمة العسكرية المعروفة بحرب (السفر برلك)، وذلك على أساس مبدأ القرعة، وكان ضابط مفرزة السوق أو الأخذ عسكر (الشاويش) يعتمر قبّعة طويلة من اللباد الملقب أبو لبادة، قد اقترن اسمه بالخوف .. وللدلالة على عبوره السوق يصرخ الناس عباية.. عباية حتى يتمكن الشبان من الهرب، لذا سميت المقهى (خبيني) لأن الشبان يلجؤون إليها طالبين الملاذ، قائلين لمن بها: خبيني. وتكاد تتقاطع ظروف قصة تسمية ( قهوة خبيني ) مع قصة (قهوة الله كريم) من حيث الطرافة إلا أن الأخيرة كانت للمتفائلين بغدٍ أفضل من المتقاعدين بينما خبيني هي مقهى الهاربين من مستقبل مشؤوم، وقهوة الله كريم التي كانت بقرب جامع يلبغا في محلّة البحصة، معظم روادها من ضباط الجيش العثماني المتقاعدين و اللذين تمّ تسريحهم بعد خلع السلطان عبد الحميد، وكان هؤلاء كلّما مر من أمامهم ضابط شاب بزيّه العسكري المهيب وشاراته وأوسمته المذهّبة يقولون مع تنهيدة : “إيه ….الله كريم” أملاً بعودتهم إلى الخدمة ورجوع أيام العز السابقة برجوع السلطان .

قهوة “خود عليك ” : تقع في منطقة الشادروان على طريق بيروت القديم فكانت تحتل ضفّة “نهر ثورا “، وقد سميت ب( خود عليك) كناية عن ازدحامها، حيث يَطلبُ الداخل إليها مكاناً من الجالس بالقول وسع لي مكاناً بجانبك أي  ( خود عليك ) . وقد زال أثر هذا المكان بعد أن احتلته المقاصف والمطاعم بشكلها الحديث وتغيّر ملامح المدينة.

مقهى “التايبين ” : تقع عند مفرق المزة من ربوة دمشق، وعدم وجود ألعاب القمار في صالتها جعل روادها يطلقون عليها اسم التايبين تأثراً بلقطة سينمائية في فيلم (امرأة تسكن لوحدها) لدريد ونهاد الذي ظهر في السبعينيات. والتصقت هذه التسمية بالمقهى حتى جرى هدمه لإقامة عقدة جسر الربوة عام 1976 م ..

نتيجة بحث الصور عن مقهى التايبين بدمشق

مقهى التايبين

زقاق “الجن ” : الشهير اليوم كسوق صناعي لبيع قطع تبديل السيارات، تعيد العامة سبب تلك التسمية إلى أن المنطقة كانت مسكونة بالجن قبل أن تعمّر، وكان الجن ينشرون في أجواءها العطر والبخور، وربما يكون سبب وجود مثل هكذا اعتقاد إلى كون المنطقة كثيرة الرياح لوقوعها على ممر الريح بين جبلي الربوة والمزة، والرياح التي تحرّك أشجارها العالية فتصدر أصوات حفيف تشبه الهمهة والصفير، وكان لبعض الحوادث التي جرت مع المارة أثراً في ترسيخ الاعتقاد بوجود قوى خفية في المنطقة، كسقوط أغصان الأشجار عليهم، وثمة أخبار تفيد بأن الناس كانوا يتجنبون العبور في هذه المنطقة خوفاً من الجن، مما شجّع السفهاء والحشاشين للجوء إليها وممارسة حياتهم الليلية فيها، وهذا ثبّت اسم الجن على هذا الزقاق، وشجّع على نسج تخاريف تلهب الخيال، وتمنح المكان هالة من الغموض والرهبة.

نتيجة بحث الصور عن زقاق الجن

زقاق الجن

زقاق “حبس الأموات “ : أحد الأزقة في العمارة الجوانية، وقد أطلقت في البداية على المدرسة الناصرية الجوانية، وشاع لقب حبس الأموات في عصر عبد القادر بدران ،حيث كان يحبس فيها من يموت وعليه دَين حتى يتطوع الناس لسداد دَينه ويتم تحريره وإكرامه بالدفن.

نتيجة بحث الصور عن زقاق حبس الأموات  بدمشق

نهر “قليط “ : الفرع الصغير لنهر بانياس المتفرع عن بردى، المار قريباً من الباب الشرقي، ودُعي باسم (قليط) لما يحمله من الأقذار والنفايات حتى ليضرب المثل بوساخته فيقال (فلان مثل قليط إذا حركته بتطلع ريحته).

زقاق “البرص ” : زقاق متعرّج يقع بين سوق الحميدية والبيمارستان النوري، و ذكر في خريطة شرطة دمشق زقاق البوس، البعض يعتقد أصل التسمية من كلمة بورصة سوق الأسهم المالية ومنهم من يقول أنها من البرص جمع أبرص وهو داء البهق، بينما فسرها فريق آخر أنها من البوس بمعنى التقبيل، وكلها تفسيرات لا مستند تاريخي موثق لها.

زقاق “الولاويل أو الزعاويط  “: يعتقد أنه في حي الميدان، وهو كإسمه حيّر الباحثين بتحديد مكانه أو سبب تسميته، كما هو الأمر مع زقاق المعمشة، و زقاق البلطجية، وسوق الشراطيط ….

حي “الطنابر  ” : في محلّة الشيخ محي الدين في الصالحية التي كان أغلب سكانها من أصحاب الطنابر “الطنبرجيّة “.

حارة “الورد ” : سميت نسبة إلى حكر الورد الذي كان في موقعها ورغم تبدّل اسم هذا المكان في العهد المملوكي عاد اليوم ليثبت على الحارة ويطلق على أهم معالمها كجامع الورد وحمام الورد.

نتيجة بحث الصور عن حارة الورد دمشق

حمام الورد لا يزال شاهداً على العصر منذ القرن الثامن عشر وحتى اليوم

جنينة “النعنع ” : تقع في محلّة شرقي التكيّة السليمانيّة، والتي قام مكانها مركز لانطلاق السيارات اليوم، كانت معروفة في الثلاثينات من القرن العشرين بثلاثة أسماء تدلّ على سمات تلك الجنينة، فهي جنينة النكلة وهو ثمن تذكرة الدخول إليها، وهي أيضاً جنينة النسوان لأن روادها فقط من النساء.

حيّ “الجسر الأبيض ” : كذلك الأمر بالنسبة للجسر الأبيض فقد كان مبنياً من الحجارة البيضاء على نهر ثورا، بين محلّة الصالحية ومنطقة العفيف، ومع أن الجسر غير موجود إلا أن التسمية لا تزال مستخدمة على منطقة تحولت إلى سوق تجاري حديث ولا تزال تحتفظ ببعض بيوتها القديمة ذات الواجهات الحجرية التي تعود للقرن التاسع عشر، و قد عرفت هذه المنطقة ببدايات القرن الماضي كبساتين فاكهة وبالأخص الدراق.

صورة ذات صلة

ساحة الجسر الأبيض وجامعها الراسخ منذ القرن التاسع عشر

نتيجة بحث الصور عن منطقة الشادروان بدمشق

منطقة الشادروان دمشق

شلالات “الشادروان ” : تقودنا دمشق نحو مزيد من شغف الماضي، فكلمة (الشاذروان) كلمة فارسية وتعني الميزاب أو المسيل الصغير وسميت بالشادروان لكثرة ميازيب المياه فيها.

 

منقول بتصرّف 

You may also like