Home إلّا أزمة قطر، والهجوم على طهران، والاستعداد لحروب مكّة!

أزمة قطر، والهجوم على طهران، والاستعداد لحروب مكّة!

by رئيس التحرير

الكاتب التركي إبراهيم قراغول (ناطق رسمي باسم رجب طيب أردوغان) صاحب العمود اليومي في “يني شفق” – أنقره

أزمة قطر، والهجوم على طهران، والاستعداد لحروب مكة! من السهل أنّ تتقلب مقاييس الشرق الأوسط في ليلة واحدة وتتغير الجبهات فيها، فالصداقات والعداوات هناك ليست خالدة، ولا حدود للخيانة والغدر فيها، والشيء الوحيد الثابت هناك هو أنظمة العبودية والوصاية، من السهل إدارة الشرق الأوسط بالتعليمات والأوامر وتشكيل الجبهات داخلها، وقد يكون من بين تلك الجبهات دولة مجاورة أو حتى مواطن لها. وليس من المستحيل إقناعها بمحاربة الإسلام تحت حجة “المحاربة من أجل الإسلام”، ومن السهل انتزاع السلطة السياسية من بين يديها مقابل النفط والغاز الطبيعي والرفاه الاقتصادي، والاستبداد الاقتصادي فيها سهل بمجرد أن يتم إقناعها على “أنها موجودة بفضل زعمائها”، كما من السهل سلب شرفها وكرامتها ومصادرها. الشيء الوحيد الثابت عندها هو الاحتلال و المذلة! هذه القطعة الجغرافية تدار من قبل أمريكا وبريطانيا، وقراراتها تصدر من هناك، هؤلاء أصحاب التعليمات والأوامر وهم من يوزّعون المسؤوليات والصلاحيات داخل هذه المنطقة، زعماؤها كافة معينون ومدارون من قبلهم، فتلك الدول التي تبدو مستقلة في الظاهر هي محتلة سرّيًّا، ها هي منطقة الشرق الأوسط هي منطقة محتلة، من السهل تجزئتها وتفريق مجتمعها وخلق الحروب الطائفية فيها. أما الشيء الوحيد الثابت الذي لا يتغير فيها هو سهولة تجزئة وتقسيم كل دولها مثل العراق وسوريا وليبيا وصولًا إلى اليمن. ها هي المؤامرة التي يتم تنفيذها منذ انتهاء الحرب الباردة إلى اليوم، حيث تم زعزعة استقرار دولها واحتلال بعضها وصُنعت الحروب الأهلية فيها وتوزعت المجموعات الإرهابية حولها حتى أصبحت منطقة لا يُطاق العيش فيها. أزمة قطر ما هي إلا أصوات حرب إيران والسعودية هناك دول أخرى مستهدفة مثل تركيا وإيران والسعودية وباكستان وأندونيسيا وأفريقيا الشمالية. لديهم خطة احتلالية لكل دولة. سواء أكانت هذه الدولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية أو عدوة لها، فكل دولة لها مخطط احتلالي خاص بها. بالنسبة إليهم يجب تجزئة وحل وتوزيع كل دولة تقع على هذه القطعة الجغرافية لتتحول المنطقة إلى دويلات كما تم في سوريا وليبيا والعراق. باشروا بأزمة قطر قبل انتهاء الأزمة السورية. وأول عملية للرئيس الأمريكيّ ترامب ستكون بإطلاق حرب إيران والسعودية. ويبدو أن التعليمات والأوامر صدرت خلال الزيارة الأولى لترامب حتى أصبح لقب “خائن العرب” جاهز خلال لحظة واحدة، حيث تم سد طرقها البرية والبحرية والجوية وكأنها تُهيّأ للعملية الاحتلالية. عملية الهجوم على طهران ماهي إلا عملية استخباراتية.. في ظل هذه الأحداث الغامضة قام تنظيم داعش فجأة بمهاجمة مدينة طهران، حيث استهدف أهم شعارين للشعب الإيراني وهو مجلس الشورى الإيراني وضريح الخميني، وتفاجأنا بتنظيم داعش الذي اعتدى على إيران في هذه المرة رغم أنه لم ينظم إلى الآن أي اعتداء ضد إيران أو إسرائيل حيث كان مشهورًا بتنفيذ الجرائم بحق السنة فقط رغم أنّ تمثيله ظاهريًّا للمعارضة الإيرانية. فما حدث في طهران ما هو إلا عملية استخباراتية. هناك من يحاول تحريض الطرف الإيراني بعد أزمة قطر مباشرة عن طريق تنفيذ العمليات المستترة وذلك بهدف تحريض إيران ضد العالم العربي. ومن خلال عملية الاعتداء على طهران تبين لنا أن من يدير تنظيم داعش ما هي إلا الدول التي تُنفذ العمليات الاستخباراتية عن طريق المجموعات الإرهابية. عشرات من المجموعات الجديدة ستُهيّئ للحرب الكبرى نحن معتادون على ذلك، نعرف كيف تستهدف أمريكا دولة تركيا عن طريق منظمة غولن الإرهابية وتنظيم الـ بي كا كا، ونعرف ما ترسم له في سوريا عن طريق تنظيم الـ بي يي دي. ولا تستغربوا بانتشار عشرات المجموعات الغريبة بهدف تنظيم الحرب بين العالم العربي وإيران كما حصل في سوريا التي تجزّأت على يد تنظيمي داعش والـ بي كا كا. أزمة قطر والعمليات الاعتدائية على طهران كلها منتجات لنفس المصدر وجزء من نفس المخطط، والهدف الأساسي هو تحريض العالم العربي السني والشيعي الإيراني معًا لتنفيذ كافة الأساليب ضد بعض، حتى يصل الوضع إلى نقطة يستسلم فيها جميع الأطراف إلى أساليب ومعايير هؤلاء، وهذا ما يحصل في كل مرة، دائمًا نضطر للاستسلام إلى معايير الصواب والخطأ التي تُحدد من قبلهم، ودائمًا نحدد مواقفنا بناء على معاييرهم. كل ما نراه ما هو إلا تجهيزات للحرب المذهبية الكبرى! قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ الخطوة الأولى في العملية المستهدفة لدولة إيران، حيث أنها أطلقت الرصاصة الأولى من خلال تشكيلها للجبهة العربية السنية من ضمنها دولة مصر وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ويبدو أو دولة قطر لم تقتنع بهذه الحرب حتى رُميت خارج إطار هذه الجبهة، لقد اعتدنا إلى اليوم على ردود الأفعال الغاضبة ضد إيران بسبب مواقفها العنيفة والغير شرعية في سبيل نشر الشيعة، وقد نشهد في الأيام المقبلة نفس الغضب ونفس ردود الأفعال تجاه المملكة العربية السعودية. ففي هذه المرة ستكون جبهة السعودية هي الطرف الضاغط وليس دولة إيران. لا نعلم الوعود التي قدمتها أمريكا للسعودية ولكن هذه الحرب ستكون حرب محلية بكل معنى الكلمة، وهي الحرب المذهبية التي حلم بها الغرب طيلة سنين، ولن تنجو أي دولة من هذا الصراع، وقد لن تنهض هذه المنطقة طيلة خمسة عقود أخرى. مخططات لعمليات إرهابية جنونية ستبدأ هذه الحرب في لحظة احتلال جبهة الرياض لدولة قطر، وتلك الثروة النفطية لن تستطيع إنقاذ أحد، وسنرى في الحدث بعد قطر دولة خليجية أخرى، وفي تلك اللحظة لن تستطيع دولة الكويت النجاة من احتلال إيران والعراق لها. وعلى تركيا إجراء الضغط اللازم على إيران والسعودية لتمنع وقوع حرب القيامة هذه. كما على إيران وتركيا الكفاف عن مفاوضاتهم الأمنية في سوريا، وعلى تركيا فتح أبواب ومجالات السلام.

 

المصدر : الجريدة التركية / يني شفق

http://www.yenisafak.com/ar/Yazarlar/Detay/2038370?linkName=ibrahimkaragul&Title=%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%82%D8%B7%D8%B1

You may also like