Home لـوثـة إلّاأدب شاميّة لم يغسلْ “بردى ” شعرها !

شاميّة لم يغسلْ “بردى ” شعرها !

by admin
رشاد أبو داود /  كاتب وشاعر / المملكة الأردنية الهاشمية

رشاد أبو داود 
كاتب وشاعر / المملكة الأردنية الهاشمية

   على اشارة المرور طفلة بعمر الوردات التي بيدها . تبيع الفرح بكامل حزنها . تشبه الصبح في كل شيء عدا انها لم تنم في بيتها ، بيتها هناك حيث كانت وكنا ذات ياسمين . هو ايضاً لم يكن ينام بل يتدلى من اول “القدم” الى آخر خصلة في الشام . الشام لم تكن تمشط شعرها بل كانت تغسله صباحاً في بردي ، وفي الليل تفرده على قاسيون فيغطي اكتاف العاشقات. وللعاشقين في ما خلق الله في الشام جنة الدنيا . وربما الآخرة الاخرى . عيناها خضراوان بلون الغوطة ، شعرها لوحته شمس الغربة فأصبح اجمل لكنه الجمال الحزين . رغم الورد في يدها الا ان كل ما فيها حزين ، فستانها المكرمش كأيام المنفى ، شعرها الذي لم يعانقه المشط منذ اسبوع و..ابتسامتها المرسومة على شفتيها كلوحة رسامة مبتدئة. هي هكذا الاحزان احيانا تبتسم بلا فرح لضرورات الحياة اذ ان ثمة امواتا احياء واحياء موتى وهم لا يعلمون . طفلة الاشارة المرورية ممنوعة من العبور الى مدينتها ، في الطريق ثمّة قصف وقتل ومشقة ، “داعش” و”نصرة”. ثمّة مغرورون ومغررٌ بهم كلهم قتلة. بعضهم يذبح و بعضهم يطلق النار على المؤخرة والبعض يواصل النباح في المحافل الدولية !

من اوحى لهؤلاء ان الاسلام دين عسر لا يسر ، من أوحى انه امر بقتل الشجر والحجر والبشر ؟

من أوحى أنه دين عسكر وسيف وإجبار.. ونسي أنه دين الحريّة التامّة حين قال: ” لكم دينكم ولي دين ” ؟

من قال لهؤلاء اذبحوا من ليس معكم واسرقوا اموالهم واغتصبوا بناتهم و…دينهم ؟

ألم يرفض عمر بن الخطاب أن يصلي في كنيسة القيامة حين فتح المسلمون القدس وحرروها ؟.

ومن منا لا يتذكر العهدة العمرية وهي الكتاب الذي كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل ” إيلياء ” – القدس ،

عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد، حيث أمّنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم. وقد اعتبرت “العهدة العمرية” واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين وأقدم الوثائق في تنظيم العلاقة بين الأديان.

فبعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك دخل عمر بن الخطاب القدس ليتسلّم مفاتيحها من بطريرك القدس صفرونيوس في15 هـ، وكتب لهم عمر بن الخطاب كتاباً به شروط الصلح.. وبينما كان عمر رضى الله عنه يُملي هذا العهد حضرت الصلاة، فدعا البطرك عمر للصلاة حيث هو في كنيسة القيامة، ولكن عمر رفض وقال له: أخشى إن صليت صليت فيها أن يغلبكم المسلمون عليها ويقولون هنا صلى أمير المؤمنين..

هذا هو الاسلام وليس اسلام قتل المسيحيين واليزيديينن واجبارهم على الدخول في دينهم او قتلهم وفي احسن الاحوال السماح لهم بالنجاة بجلدهم مقابل مبالغ من المال هي كل ما يملكون بعد الاستيلاء على بيوتهم بثمن بخس للمرابين الأنجاس .

الاسلام ليس ” ما ملكت ايمانكم من نساء، الإسلام ليس ” أجمل السبايا للخليفة المزور ..وليس الجنس بالاجبار” ولا  بعد العشاء تحلو وجبة النساء” ليس هكذا الإسلام!!

يا لها من رياح سوداء تهب على سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا، رياح للأسف تتسلّل من شقوق عربية، ولاسف اكثر مرارة من شقوق أبناء البلاد الذين صدّقوا ان الذئب صديق يمكن أن يكون مؤتمن حقّاً.. !

وعدوهم بالحرية فقيدوهم بحبال الذل، وعدوهم بالرخاء فاسترخوا على صدورهم حتى اختنقوا، وعدوهم بعودة المنتصر المظفّر فتشتّتوا مشردين مهزومين في عواصم الاستعمار القديم بحدثاوية “غودو ” الذي يأتي ولا يأتي، وان أتى ستكون البلاد قد ضاعت وتلك الفتاة على إشارة المرور تكبر على الإشارة الحمراء بلون دم الضحايا !

 

رشاد أبو داود 

كاتب وشاعر / المملكة الأردنية الهاشمية

02/07/2015

You may also like