الدكتور أبوغزاله يطلق كتابا الأول من نوعه حول التصورات والتحديات لمستقبل البرمجة التفاعلية “الذكاء الاصطناعي
عمان – أطلقت مجموعة طلال أبوغزاله العالمية كتابا جديدا يعد الأول من نوعه، حول البرمجة التفاعلية (المسماة الذكاء الاصطناعي)، يتضمن رؤية رئيس ومؤسس المجموعة الدكتور طلال أبوغزاله وتصوّراته بخصوص هذه التكنولوجيا ومستقبلها والتحديات التي تواجهها، والتي قد تواجه العالم بأسره.
يتضمن الكتاب، الذي صدر باللغتين العربية والإنجليزية، سلسلة من المقالات التي كتبها الدكتور أبوغزاله، والتي يتحدث في مجملها عن إيجابيات ومخاطر وإمكانيات وقيود البرمجة التفاعلية (الذكاء الاصطناعي)، بالإضافة إلى الفرص والمسؤوليات التي تنطوي عليها هذه التكنولوجيا.
ويوضح الكتاب أثر البرمجة التفاعلية (المسماة الذكاء الاصطناعي) على الحياة العامة والاقتصاد والتعليم والسياسة، وكيفية الاستفادة منها وتأثيراتها على السياسات العالمية، حيث يعرض الدكتور أبوغزاله رؤيته وتنبؤاته المستقبلية في هذا المجال، انطلاقا من الأدوار والمناصب التي تسلمها على مر السنوات، ومتابعاته الحثيثة لكل ما يجري على الساحة العالمية في هذا المجال، كونه ترأس اللجنة الاستشارية لإدارة الإنترنت في فريق عمل الأمم المتحدة المعني بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتسلم رئاسة اتحاد التحضر المستدام.
ويأمل الدكتور أبوغزاله وفقا لمحتوى الكتاب أن يستخدم العالم هذه التكنولوجيا بحذر لتكون الوسيلة العلمية الفضلى لمساعدة البشرية وليس العكس، وكذلك التحلي بالحكمة والعقلانية في تطويرها واستخدامها، ومراعاة الآثار الاجتماعية لها. كما دعا أيضا إلى إدخال موضوع البرمجة التفاعلية (الذكاء الاصطناعي) ضمن المناهج الدراسية للبدء بتعليم الطلبة أساسيات المستقبل منذ المراحل الابتدائية.
رئيس التحرير
في العام 1945 انتهت الحرب العالمية الثانية وحلّ السلام في العالم، ولكنّ هذا السلام، الذي كلّف البشرية خسائر فادحة، لم تكن صيانته سهلة ومقبولة، رغم انشاء نظام دولي جديد لتحقيق الأمن العالمي تمثّل باستبدال «عصبة الأمم» بـ»هيئة الامم المتحدة» التي كانت تستهوي الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت. وغدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة مجتمعاً عامّاً لممثلي شعوب العالم ومنبراً عالمياً يبدون من فوقه آراءهم ومواقفهم.
والواقع أنّ الأمم المتحدة استطاعت، في فترة زمنية قصيرة، أن تخطو بالسلام خطوات واسعة، وأن تحقّق للدول الصغيرة أمانيها في الاستقلال. ففي ظلّها جلت قوات الاتحاد السوفياتي عن ايران في العام 1946، ونالت اندونيسيا استقلالها من هولندا في العام 1950، وتمكّنت عشرات الدول من التحرّر، بعدما كان قد مضى عليها عشرات السنين تحت قيود الاستعمار.
وفي الوقت عينه، سجّلت المنظّمة الدولية الجديدة انتكاسة خطيرة تمثّلت بانشاء دولة اسرائيل وزرعها في الجسم العربي، ما تسبّب في نزاعات وحروب وويلات في الشرق الاوسط، تكاد مع تطوّر الحركات الجهادية وتفشي التطرف والارهاب أن تطيح بالمنطقة بأسرها، وتزيل دولاً مع شعوبها، وتجرّ العالم إلى حرب عالمية ثالثة غير تقليدية، بدأت ترتسم معالمها في أعقاب حركات النزوح الجماعي والهجرة غير المسبوقة.
والواقع أنّ العجز الذي أصاب «هيئة الأمم المتحدة» ليس ناشئاً من طبيعة ميثاقها، بل من أهواء أعضائها الكبار، ومن جبن بعض أعضائها الصغار الذين يدورون في فلك الدول الكبرى، فإذا بهم يميلون في التصويت إلى جانب الدولة التي يدورون في فلكها.
إنّ العالم مدعوّ اليوم، ولا سيما تحت وطأة حرب غزة، لمؤتمر تأسيسي جديد ويالطا جديدة خالية من التقاسم والتبعية. ومدعوّ لبناء سلام حقيقي، وازالة اللعنة التي سيطرت على شعوب الشرق الأوسط، وبدأت تتسلل إلى شعوب أوروبا وسائر العالم.
ها هي أزمة الشرق الاوسط، وكما توقّعت تنبؤات لا تعدّ ولا تحصى، قبل نحو من نصف قرن، تنتقل إلى مختلف أنحاء العالم بأشكال مختلفة. وتحوّلت إلى برميل نفط موضوع فوق نار حامية، هي خليط من غازات مشتعلة من القوميات التي تحتاج إلى تطويق سريع كي لا يشتعل العالم كلّه. إنّ الأحداث التي استخفّ العالم بارتداداتها امتدّت إلى اليابس بعد الأخضر، ولتبيّن أنّ الشرق الأوسط ليس المريض في عالم سليم بل المريض هو عالم الكبار الغارق اليوم في صراعات ساخنة والعابث باستقرار الشعوب ومصيرهم. وما تشهده بقاع الأرض كلّها يطفح بهذا الاحساس الساحق بالقهر والظلم، فيما تعبر البشرية في مرحلة غياب صارخ للحق وفقدان للانسانية. والأمثلة الصارخة عن هذا الفقدان جلية، وفي مقدّمها مأساة غزة الواقعة في جوهر الصراع الكبير.
قد يبدو أنّ الولايات المتحدة بدأت تغيّر نبرتها، تحت وطأة الخسائر البشرية الضخمة وأعداد الضحايا الفلسطينيين، فضلاً عن التظاهرات الكبرى التي عمّت الكثير من دول أوروبا وأميركا ومعظم دول العالم، ترجمة لتحوّلات جديّة لدى الرأي العام العالمي. الّا أنّ صورة الوضع تبقي السؤال مفتوحاً حول مسار الخروج من هذا السرداب المظلم. والجواب يرتبط بتطور الوقائع الميدانية من جهة، وبالحركة السياسية العالمية الضاغطة مع كلّ تعقيداتها من جهة ثانية. فهل يمكن أن تبدأ التهدئة الفعلية بتنحية نتانياهو وازالته سياسياً والشروع في مسار حل الدولتين؟
إنّ هذا المسار يتطلّب فيضاً من الجهد ومزيداً من وقت يصعب تقديره، فهل تتحمّل الأطراف المتصارعة في غزة حرباً طويلة؟ أما بالنسبة إلى لبنان الغارق في أزماته منذ العام 1969، فالغالبية الساحقة من أبنائه ترفض الحرب، ولعلّ ذلك في طليعة الأسباب المانعة لخوضها، في حين أنّ الحرب على الجبهة الجنوبية لا تزال ايقاعاتها مضبوطة حتى الساعة. وفي انتظار طويل لكلمة السيد حسن نصرالله التي يدلي بها بعد غد الجمعة، يلفتنا ما قاله الكسندر دوغين، المفكر الروسي المقرّب من الرئيس فلاديمير بوتين، حيث دعانا إلى أن نكون يقظين اكثر من أي وقت مضى، وأن نكون منتبهين للغاية للجغرافيا السياسية.
إنّ وطننا الصغير الذي يعاني الكثير الكثير، ويحمل وحده أثقال هذه التطورات الدراماتيكية التي تلقيها عليه الجغرافيا، يدعو لوقفة تضامنية نهائيّة تجنّبه ما يحاك ويخطّط للمنطقة، وتحميه من التداعيات وتقيه شرّ حروب دينية ومذهبية وعرقية، أين منها حروب المئة عام التي شهدتها أوروبا في العصور الغابرة!
المصدر : نداء الوطن
لقد أصبحت منازلنا ومكاتبنا بل وبيئاتنا كلها متصلة بالإنترنت، وأصبحت خدمة الإنترنت التي لا تتوقف لا تقدر بثمن في حياتنا. أما الأجيال الناشئة، فهي لا تستطيع أن تتخيل الحياة بدون إنترنت، كما استسلمنا نحن أيضًا لجاذبية الإنترنت والراحة التي يوفرها، وأصبحنا نعيش حياة رقمية، تتغلغل في جميع مجالات تفاعلاتنا العامة والخاصة.
لقد تحول مستوى توقعاتنا لتقنية الإنترنت من أجهزة المودم البطيئة المعتمدة على الهاتف في الماضي إلى سرعات إنترنت مذهلة، تتيح لنا تنزيل معلومات حجمها يقدر بالجيجابايت في دقائق، بدلًا من أيام كما كان يحدث منذ 20 عامًا. لقد أصبحت أعمالنا ووسائل ترفيهنا رقمية بصورة متزايدة، مما فتح شهيتنا التي لا تشبع للمزيد من المحتوى الرقمي، مثل التسوق والبث واللعب والعمل عبر الإنترنت، وهو ما يمكن رؤيته في انفجار تلك المنصات والتقنيات التشاركية على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يتزايد هذا الاتجاه، مع اتصال المزيد من الأشخاص حول العالم بالإنترنت، وزيادة سرعات الإنترنت لمجاراة الطلب المتزايد بصورة غير مسبوقة.
إن الأداة الحديثة للاتصال بالإنترنت في بيئاتنا المحيطة هي في الغالب الواي فاي (وايرلس فيديليتي)، وهي تقنية لاسلكية تستند إلى موجات الراديو، التي أثبتت أنها وسيلة اتصال قوية، توفر سرعات اتصال كبيرة بتكلفة معقولة. وقد ظهرت بالصورة التي نراها حاليًا في عام 1997. ومنذ ذلك الوقت، خضعت للعديد من التحسينات، مثلها مثل أي تقنية أخرى، لجعلها أسرع وأكثر اعتمادية وأكثر أمنًا، مع تطور احتياجاتنا.
ومع أن سرعات الواي فاي المتاحة لدينا حاليًا عالية، إلا أنه أصبح جليًا أننا سنكون بحاجة لسرعات أعلى في المستقبل، مع تطور الواي فاي، شأنه شأن أي تقنية أخرى. وأنا أرى أن هذا التطور التقني يحدث الآن عبر ما يسمى اللاي فاي (لايت فيديليتي)، وهي تقنية ستحدث ثورة في الاتصال بالإنترنت وستحل في نهاية المطاف محل الواي فاي بسرعات أكبر بكثير. فأعلى سرعة ممكنة يوفرها الواي فاي باستخدام التقنيات الحالية هي 10 جيجابت/ثانية. ويمكن الوصول لتلك السرعة باستخدام معيار واي فاي 6 الأحدث، واستخدام قنوات متعددة في وقت واحد. ومع ذلك، فإن السرعات الفعلية قد تحدّها عوامل عدة، مثل المسافة الفاصلة عن الراوتر والتداخل من الأجهزة الأخرى والزحام على الشبكة.
أما اللاي فاي، فهو يستخدم طيفًا مرئيًا من الضوء والأشعة تحت الحمراء لنقل البيانات، وهو أكبر بــ 2,600 مرة من طيف ترددات الراديو بأكمله. وفي الاختبارات الواقعية، أظهر اللاي فاي أنه يمكنه توفير سرعات تصل إلى 100 جيجابت/ثانية، وفي أحد الاختبارات المعملية تجاوزت سرعته 224 جيجابت/ثانية. وهو ما يعد نجاحًا باهرًا فيما يتعلق بتقديم سرعات إنترنت أعلى، والعمل جارٍ على تطوير معايير اتصال جديدة لتسهيل التوافق بين اللاي فاي والواي فاي.
من الواضح أن اللاي فاي يوفر معدلات بيانات أسرع، وزمنًا أقل للاستجابة، وأمنًا أفضل، واستهلاكًا أقل للطاقة، وتداخلًا أقل من الواي فاي، مما يتيح تطبيقات جديدة في مجالات مثل الإضاءة الذكية، ونظام تحديد المواقع داخل المباني، والاتصال بالمركبات، والاتصال تحت الماء، والواقع المعزز.
إلا أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه اللاي فاي هي ضرورة وجود خط رؤية بين المرسل والمستقبل، مما يحد من التغطية وحركة الأجهزة. ومع ذلك، فإنه يمكن التغلب على هذا التحدي عبر استخدام مصادر متعددة للضوء، ونقاط متعددة، وأنظمة هجينة تعمل باللاي فاي والواي فاي. كما يجري مناقشة توحيد أجهزة اللاي فاي وتوافقها بين قادة الصناعة والأطراف المعنية الأخرى، مما يعني أن هذه التقنية ستصبح أكثر شيوعًا بمجرد حل المشكلات.
لقد طُبقت تقنية اللاي فاي بالفعل في إعدادات معينة عبر العالم في دول مثل فرنسا وإسكتلندا وهولندا والهند وغيرها. كما استخدمها الجيش الأميركي في بعض قواعده بسبب مستوى الأمان العالي الذي توفره مقارنةً بالواي فاي.
أرى أنه في المستقبل القريب، سيصبح الاستخدام الهجين للواي فاي واللاي فاي شائعًا، خصوصًا مع انتشار هذه التقنية، وتوحيد البروتوكولات، وحل مشاكل التوافق، وتوفير مصنعي الأجهزة معدات أرخص سعرًا لشبكات اللاي فاي. ويتيح هذا النهج الهجين تحسين أداء الشبكة، عبر السماح لشبكات الواي فاي بتفريغ الحركة الجارية عليها إلى إعدادات اللاي فاي، التي ستحل محل الواي فاي كليًا في نهاية المطاف.
أكتب..
باسم الموت..
قيامة
لعل من يدعي..
الحياة
يقرأ..ويفهم
أن الوطن
كجسد في روح،
فقلب الأرض
ينبض ..
بدماء الاحياء
اما سطحها
توقف عن الخفقان
من وحشية
وظلم وبطش الاعداء….!!!!
فلسطين عربية ايها العرب
هل ما زلتم تذكرون؟؟!!!!
خاص -إلا
الى المنتقدين عدم تدخل المقاومة في الجنوب بشكل واسع :
المقاومة ليست وكيلاً أو بديلاً عن الجيوش العربية .
فلسطين من مسؤولية العالم العربي والإسلامي والمقاومة عنصر مساعد في المواجهة.
المقاومة في كل بلد مسؤولة و من واجبها تحرير الأرض إذا حصل احتلال أو اعتداء على الوطن .
لا يمكن لأي مقاومة المغامرة في فتح معركة “خارج أرضها”و ومواجهة مع اقوى جيوش العالم التي تمتلك احدث الأسلحة في البر والبحر والجو فهذا إذا حصل يعتبر انتحار “بعيدا عن العواطف”.
الحكمة وقراءة الواقع بعقلانية هي مقاومة وانتصار .
ولا نريد مزايدة في الوطنية فالمقاومة وجدت لتبني و تحمي الوطن إلى جانب جيش الوطن وليس لأمر آخر .
وللمنتقد انتقد الأمة العربية والإسلامية التي يزيد عددها المليار والتي يعيش غالبية قادتها حالة الخنوع والخضوع و قمع مواطنيهم وهذا ما جعل المقاومة امل حقيقي عند غالبية الشعوب للتحرر والتحرير مؤكدين ومكررين بأن المقاومة ليست وكيلا أو بديلاً عن الجيوش العربية في مرحلة يجب أن يمارسوا دورهم في المواجهة لا أن تقف هذه الدول تشاهد إبادة شعب والتاريخ شاهد عليهم .
خاص -إلا –
تتقدم التقنية بوتيرة مذهلة، ومنذ أعوام تابعت الكتابة منبها من أن الروبوتات ستتواجد في كل مكان تقريبًا وستصبح هي الاتجاه السائد، خصوصًا مع التقارب الحاصل بين الذكاء الاصطناعي وهندسة الروبوتات، مما أدى إلى تحقيق طفرة في التقنيات المبتكرة التي ستخدم البشرية. إن الخيال العلمي المتمثل في تصور الروبوتات وهي تساعد البشر في منازلهم وحياتهم اليومية أوشك أن يصبح حقيقة علمية، عبر تأسيس أول مصنع في العالم لصناعة الروبوتات التي تشبه البشر، شيدته شركة تدعى “أجيليتي روبوتكس”.
وسينتج المصنع روبوتات تدعى “ديجيتس”، يمكنها تعزيز الأعمال التي يؤديها البشر في بيئات العمل المختلفة.
“ديجيت” هو عبارة عن روبوت ذي قدمين، وجذع، وذارعين، وحساسات، ورأس تشبه خوذة أسطوانية، ويمكنه السير والجري وصعود الدرج والزحف وحمل أغراض يصل وزنها إلى 18 كيلوغرامًا. كما يمكنه فهم ما يحيط به، وتجنب العوائق، ويعمل ببطارية تدوم لمدة أربعة ساعات، ويمكن إعادة شحنها لاسلكيًا. وتعد مزايا هذه التقنية هائلة، وتطبيقاتها كثيرة ومتنوعة.
يمكن لتلك الروبوتات المساعدة في مهام خطيرة ومتعبة، أو تتطلب مهارات متخصصة، مما يساعد في حل مشاكل لا حصر لها من تلك التي تحدث في مكان العمل. وستستخدم التصميمات الأولية في قطاعات مثل اللوجستيات والتوزيع والأتمتة الصناعية، وقد صنعت لغرض خاص، ألا وهو العمل بأمان بين البشر. والشركة واثقة جدًا من تصميمها، لدرجة أنها ستستخدم “ديجيتس” للمساعدة في تصنيع الروبوتات جنبًا إلى جنب مع العمال البشر، عبر أداء مجموعة متنوعة من الوظائف.
ستكون طاقة المصنع -المسمى “روبوفاب”- الاستيعابية 10,000 وحدة سنويًا. وهناك خطط لتطوير الجيل التالي من روبوتات “ديجيتس”، الذي سيؤدي وظائف أكثر، وتدعي الشركة أنه سيحل محل عمال التوصيل في المستقبل. وسيقع المصنع في أوريغون بالولايات المتحدة الأميركية، وسيوظف أكثر من 500 شخص لدى اكتمال بناؤه. وتعد “أجيليتي روبوتكس” أول شركة تكمل تطوير النموذج الأولي للروبوتات التي تشبه البشر وتقيم مصنعًا، حيث يمكنها إنتاجها بكميات كبيرة.
من الواضح أن هذا هو فجر ثورة الروبوتات، حيث سيعمل زملاء العمل الآليون على زيادة الإنتاجية البشرية والإبداع. وأنا على ثقة بأننا سنرى الصين ودولا أخرى تطور روبوتات مشابهة، مما سيؤدي إلى خفض التكلفة بسرعة، ويحسن أداء تلك الروبوتات. وكما رأينا الذكاء الاصطناعي التوليدي وهو يستخدم في مجموعة كبيرة من التطبيقات هذا العام، أنا واثق من أن نفس الشيء سيحدث مع تقنية الروبوتات الجديدة هذه، التي سوف ستحفز أيضًا الابتكارات الأخرى، وتكون بمثابة حافز لمزيد من التقدم في المجالات والتطبيقات الأخرى.
سوف تنتشر هذه التقنية في جميع الصناعات، كلما قل ثمن تلك الروبوتات وزادت الوظائف التي تؤديها، إلى أن تصل تلك الآلات إلى المنازل لتقدم مساعدة لا تقدر بثمن لنا جميعًا في جميع مجالات حياتنا، خصوصًا مساعدة ذوي الإعاقة وكبار السن والذين يحتاجون مساعدة إضافية في منازلهم لإكمال جوانب النقص في حياتهم.
إن الحاجة إلى التعليم والتدريب وتنمية المهارات في هذا المجال أصبحت جلية مع ظهور مجال جديد آخر للابتكار، سيوفر وظائف وفرصًا جديدة للراغبين في اكتساب المهارات والاستفادة من كونهم أوائل المبادرين في هذا المجال.
إلّا وطني – وإلّا قلب العروبة الذي لا یزال ینبض.. رغم كل الجراح
من الواضح أنّ سوریّة لم تسلم بعد من الاستھدافات التي بدأت قبل عقد ونیّف من الزمن باسم “الربیع
العربي” كشعار معلن، لمعنىً آخرَ مبطّنٍ لمفھوم “الخراب “، الذي طال معظم أرجاء الوطن العربي
الكبیر، ولم ینتھِ تأثیره السلبي حتى یومنا ھذا، ولأنّ الدور السوري یختلف قومیّاً عمّا عداه، وذلك لموقع
سوریّة الاستراتیجي كونھا الأقرب جغرافیّاً إلى “فلسطین “، الأمر الذي جعل منھا الداعم الأساس
للمقاومتین اللبنانیة والفلسطینیّة، وھذا ما ترفضھ “إسرائیل ” رفضاً قاطعاً وباتاً، وھو الأمر الذي یزید
من عداوتھا وغطرستھا تجاه سوریّة التي أبتْ توقیع اتفاقیّات السلام، وعارضت التطبیع بجمیع أشكالھ ما
لم تنلْ فلسطین كامل حقوقھا.
ھذا الموقف المشرّف جعل سوریّة تتكبّد الضربة تلو الأخرى من قِبَل الكیان الصھیوني الغاصب المعتدي
المحتلّ، وذلك لليّ ذراعھا وكسر إرادتھا، وضعضعة مواقفھا، وشقّ صفوفھا، وتمزیق اللُحمَةِ الوطنیّة ،
وكل ذلك ھو نتیجة حتمیّة لدورھا المشرّف الصَلْب في تبنّي القضیّة التي تخلّى عنھا الجمیع، بمن فیھم
قسط غیر قلیل من أبناء الشعب الفلسطیني للأسف!
لھذا عانتْ سوریّة وستعاني المزید والمزید من الغدر، والخیانة، والاستھداف والتربّص، بأمنھا وأمانھا
وھدوئھا واستقرارھا واقتصادھا وفي، الاقتصاد تكمن “الطامّة ” الكبرى، لكنّھا لطالما عرفت كیف تجد
حلاً لمعادلة الاكتفاء الذاتي بمھارة وثقةٍ واقتدار؛ لأن سوریّة تُدرك جیّداً، وتعلم عِلْمَ الیقین ما یترتّب
علیھا من أثمانٍ باھظة لمواقفھا المشرّفة، لكنّ لسان حالھا یقول: كل صعب یھون لأجلكِ فلسطین.
لا شكّ أنّ درب الآلام طویلٌ وشاقٌّ ومضنٍ على حاملِ الصلیب، ھكذا حال سوریّة التي حملت القضیّة
الفلسطینیّة كصلیبٍ عسیر، والمجرم لا یملّ المحاولة لتركیع سوریّة، وتأنیبھا المتواصل لیُثْنِیھا عن
مواقفھا، ولكن ھیھات على الأُباة الذِلّة! بل كل ضربة موجعة تمھّد السبیل أمام سوریّة لإرادةٍ أكثر صلابة.
قطعاً ما حصل في الكلیّة الحربیة اعتداء یندى لھ الجبین، وأجزم بأنھ فعل جبان غادر غاشم، وعلینا أن
نسأل ألف سؤال وسؤال عمّن وراء ھذا الاعتداء السافر الدنيء..؟! من المستفید..؟! غیر الصھیونیة
وأعوانھا، ومن لفّ لفھم.
لا شكّ أنّ السھم الغادر المسموم بالسیاسات المُضلِّلَة، الذي توجّھ بالأمس القریب إلى خاصرة سوریّة
الحبیبة، ونحر شبابھا الخرّیجین الجُدد، والبعض من أھالیھم الذین حضروا لمشاركتھم الاحتفال والبھجة،
في الكلیّة الحربیّة في مدینة حمص.. أدمانا وأدمعنا وآلمنا وأوجعنا، ووضعنا على منصّة الأسئلة التي لا
تنتھي.. بین: لماذا وكیف ولِمَ ؟!
لقد دفعت سوریّة وما تزال الأثمان الباھظة حین تمسّكتَ بجمر الیقین الذي یقضي بتحریر فلسطین وإنْ
بعد حین، وھذا حلم كل مواطن عربي أصیل، وحلم سوریّة الدائم الطویل لھذا لم تساوم، ولم تتنازل، رغم
كل الإغراءات المتوفّرة، أعلم أنّ الكلام إن قلّ ھنا أو كَثُر لن یخفف من ھول الفاجعة التي نزلت في
الصمیم السوري عبر مدینة حمص،..لكنني أعلم أكثر.. أنّ سوریّة في مواجھة الامتحان الصعب، الذي
طال أمده منذ عقد ونیّف، تحتاج أن تجدَ الحلیف النظیف، والصدیق الصدوق، والرفیق الحقّ، وأن تسمع
الكلمة الطیّبة الصادقة، وكلمتي البسیطة ھذه، لن تمسح حزناً ربّما عن قلب أمّ مفجوعة، ولن تشفي
جراحاً عمیقة بالتأكید.
لھذا لا یسعني القول سوى: رحم الله شھداء سوریّة، “شھداء ” الوطن العربي الكبیر الذي أرجوه دائماً
وأبداً أن یصبح وطناً واحداً لا تعزلھ الحدود الشائكة، ولا السیاسات المتناقضة، ولا العلاقات الدولیة
المغرضة وليس هذا على ربّنا بعزيز.
وأخيراً وليس بآخر أرجو الله العليّ القدير أن يجعل هذه الكارثة المريعة التي هزّت كياني العربي، وأربكت
إنساني الهَرِم حدّ الوجع وحدّ الذهول…لكارثة المدبّرة بآيادٍ آثمة، التي حلّت بسوريّة الحبيبة.. أن يجعلها
خاتمة لأحزانها، وأحزان شعبها الطيب النبيل، وفاتحةً لاستقرارها القريب، اللهمّ آمين.
خاصّ – إلّا –
خمس وسبعون سنة.. مضتْ على النكبة التي أخرجتني من وطني الحبيب “فلسطين “، لا زلت أذكر أدقّ
التفاصيل وأنا طفل في العاشره من عمره تسحبه يدٌ حنون، ملتاعة، ومفجوعة ومعه قافلة العائلة التي
خرجت لأيام دون أن تصحب معها أيّ زادٍ وزوادات ليقينها أنها العودة أقرب من بياض العين لسوادها، ولم
تكن تعلم أنّ الأيام الموعودة ستصبح أعواماً مُرّةً، عرفنا بعدها معنى النزوح، ومعنى اللجوء، ومعنى
الحرمان..
البارحة فقط توقّف التاريخ عن العد.. ليكتب التاريخ تاريخه، بأقلامٍ فلسطينيّة، توقّف الزمن عن هدر الزمن
الفلسطيني وضبط “عقارب ” العالم أجمع على توقيت العودة الفلسطينيّة لمنصّة الشرف، لتجسيد البطولة،
بكامل أدوار الكرامة والعزّة والكبرياء..
لم ينقص الفلسطيني شيئاً من الحنكة العسكريّة ليثبت للعالم أجمع، أنه صاحب عقل مدبّر، تفوّق ببساطة ما
لديه على جميع الأجهزة المُدجّجة بخوارزميات الذكاء الأصطناعي والتقنات الحديثة، أثبت للعالم أجمع أنه
صاحب الإرادة التي لا يثنيها عن إرادتها ترهيب، أو موت، أو معتقلات مفتوحة على الدوام..
أثبت للعالم أجمع أنّ الرجال من صلب الرجال “صنيعة ” فلسطينيّة لا تعرف التهجين، ولا التدجين، ولا
الإنحرافات، ولن تبدد جيناتها جميع الحملات الطارئة على المجتمعات “الملوّنة ” رغم جميع المحاولات
لتشتيت الذهن الفلسطيني عن كيانه الحرّ الأبيّ، وعن عشقه لأرضه، وعن هوائه الأنقى على وجه الأرض،
تلك الأرض التي كانت مهد عيسى وأمّه البتول سلام الله عليهما، ومسرى الرسول الكريم صلوات الله عليه،
وقد تركوا للأجيال ودائع رسالاتهم الإلهيّة العظيمة في الأقصى المُبارك، وكنيسة القيامة الأسمى..
ماذا أقول ودموع التجوال عبر طرقات وشوارع وزواريب فلسطين كانت تغالب حسرتي المزمنة التي
ورثتها عن والدي الذي مات وآخر ما سلّمني مفتاح “الدار ” الكبيرة الواسعة، درانا السليبة في فلسطين
والذي وضعته بحرصٍ شديدٍ داخل لوحة شاهدة على الأنتظار في مكتبي حتى يومنا هذا، وأشهد أنه لم
يتحرّر هذا المفتاح إلا في 7/ 10 / 2023 ..
كم أشعر باقتراب المسافة بين هذا المفتاح “الوثيقة “، وبين بابه الصامد في “يافا “، حيث مدينتي، وطفولتي،
وذاكرتي السعيدة الهانئة الأولى..
فلسطين اليوم تشغل انظار العالم أجمع، فلسطين اليوم حرّكت أساطيل القوّة الأميركية المدعومة بانحياز
الإتحاد الأوربي كاملاً دون قيد أو شرط..
فلسطين اليوم استقدمت بجرأتها وشجاعة فرسانها ترسانة السلاح الأميريكي الأحدث، فلسطين اليوم وحّدت
جميع المتابعين والمراقبين والمحللين والسياسيين والعسكريين والإعلاميين، على عبارة واحدة، -“حِراك
فلسطيني عسكري غير مسبوق ” -..
فلسطين اليوم بفئاتها الصغيرة أرّقت مقام العالم ومنامه، بتحدّيها للموت تحت وابل آثم من القذائف
والصواريخ غير آبهة وغير مكترثة بالموت، لأنها مؤمنة بالحقّ، ومؤمنة بالعدل، ومؤمنة بالشهادة، ومؤمنة
بالحياة، ومؤمنة بالهزة والكرامة والشرف والتحرير..
تردّدتُ كثيراً في الكتابة التي لا أملك لها هنا سوى الكثير من العواطف، فمن المُبكّر جداً أن أستسلم لمشاعر
الغبطة التي سادت شباب العالم العربي أجمع، وأنا رجل العقل والفكر والتدقيق والتأمّل والهدوء والتروّي
والتريّث والحكمة، لكنها فرصة جديرة بالتعبير لمناسبة استثنائيّة انتظرها لعمر طويل، وصبر كثير ملّ
صبره.
فلسطين اليوم، بلد يحتاج أن يثبت للعالم أجمع أنه حرٌّ ومستقلٌّ لينال التأييد من كلّ حدبٍ وصوب، ولا يمكن
أن تختلف بوصلة الفصائل الفلسطينية بعد اليوم، بل يجب أن تلتقي على الثوابت التي أهمّها فلسطين،
ولتذهب المناصب والغنائم والامتيازات إلى الجحيم.. فيتنام تحررت من أعتى محتل في العالم بفضل تفاهمها
وتضامنها وثوابتها، وهذا ما تحتاجه فلسطين اليوم، الكثير من التفاهم والكثير من التنسيق والكثير من
الإخلاص، وقتها ستضمن الحرية وتضمن الإستقلال..
دعكم من العتب على أيّة جهة لم تلتفت إليكم ولم تحرّك ساكناً لأجلكم، إنها فلسطينكم.. وطنكم أنتم، عزّكم
أنتم، قراركم أنتم، مصيركم أنتم، وكلّ سطر تكتبونه بإرادتكم وعزمكم وتصميمكم سيكون لمستقبلكم
ومستقبل أبنائكم وأبنائهم وهكذا..
الكلام الذي أودّ أن أقوله كثير وكثير جدّاً .. لكن أعلم أنه لا وقت لديكم لقراءة المطوّلات، لهذا سأكتفي
بالقول.. سدّد الله خطاكم أولادي الأحبّة وأيّدكم بجندٍ لن تروها وأكرمكم النصر القريب.. إنه على كلّ شيء قدير. “ان لله أقواماً إذا أرادوا أراد “.
خاصّ – إلّا –
الكارثة المناخيّة.. التحدّي الذي يجب مواجهته قبلَ فوات الأوان
في عالم مليءٍ بالتحديات والأزمات المستمرة، يتجلى الخطر الذي يهدِد البشرية في المستقبل القريب، وهو ليس مجرد تخيلاتٍ أو أحلامٍ أو نظرة سوداوية، بل هي توقعات مستندةٌ إلى معلوماتٍ ودراساتٍ علمية؛ في الوقت الذي تتسلل فيه الأزمات من كل جانب، منها ما يتعلق بالمناخ ومنها ما يرتبط بالجغرافيا ومنها ما يعود إلى السياسة والاقتصاد.
إذا نظرنا إلى المستقبل، فإن الكارثة القادمة لا تتعلق فقط بالأمراض والأوبئة، بل تتجلى في التحول المناخي الذي يهدد الكوكب بشكلٍ لا يمكن تجاهله، إذ تسربت تقارير سرية من داخل أروقة البحث العلمي؛ وقد أطلعت على جزءٍ منها، وتشير إلى أن البشرية تواجه خطرًا وجوديا متزايدًا بحلول عام 2050 إذا لم تتم معالجة مشكلة التغير المناخي بشكلٍ جديٍ وفعال، وهذا الأمر الذي لا يبدو أن كبرى اقتصادات العالم ترغب في التصدي له، علمًا أنني أعمل على ملف البيئة والمناخ وحمايتها منذ العام 1996 وقدمت تقريري للأمم المتحدة في العام 1999 حول المسؤولية عن تلوث المناخ بصفي رئيس لجنة الخبراء المكلفة من أمين عام الأمم المتحدة لصياغة معايير المحاسبة الدولية للمساءلة البيئية.
لقد تجاوزت المخاطر المحيطة بالبشرية حدود المألوف، حيث باتت الأرض تسجل درجات حرارة قياسية وفياضانات في مختلف دول العالم، وإذا لم يتم وضع حلولٍ وخططٍ والالتزام بتنفيذها، فإن البشرية قد تجد نفسها على شفير الفناء، إذ تصاعدت ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفعت درجات الحرارة العالمية بشكل غير مسبوق، على سبيل المثال حرائق وذوبان الجليد في مناطق قطبية وارتفاع منسوب سطح البحار، مما شكل تهديدات جدية للتنوع البيولوجي والحياة البرية.
الاعتماد الكبير على مصادر الطاقة الأحفورية أثر بشكلٍ كبير على البيئة وزاد من نسب انبعاثات الغازات الدفيئة، وهذا يستدعي وقفة عالمية للتحول نحو مصادر طاقة متجددة وتقنيات أكثر استدامة، ويشمل ذلك تطوير التكنولوجيا الخضراء وتعزيز الاستدامة في قطاعات مختلفة مثل الزراعة والنقل.
بات واضحًا أننا بحاجةٍ إلى اتخاذ إجراءاتٍ جادةٍ لمواجهة هذه التحديات، يجب أن نسعى جاهدين لتحقيق التوازن بين تطوير الاقتصاد والحفاظ على البيئة، وضمان توفير الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض. لا يمكن أن نتجاهل التحذيرات المستمرة والدلائل الواضحة على الأخطار المحتملة، إننا بحاجةٍ إلى التعاون الدولي والتحفيز المشترك للعمل على تحقيق مستقبلٍ أفضل وأكثر استدامةً للجميع.
ومن هنا، يأتي دور القيادة العالمية والتعاون بين الحكومات والمؤسسات الدولية والمجتمع المدني، يجب تبني استراتيجيات وسياسات تهدف إلى تقديم حل مستدام لهذه التحديات المتعددة، وذلك من خلال دعم الأبحاث وتبني التكنولوجيا المبتكرة وتعزيز التوعية والتعليم.
في النهاية، إن مواجهة هذه التحديات تتطلب تحركًا فوريًا وجماعيًا، لأن العالم مترابط ومتشابك في الفضاء بشكل كبير، يجب أن نتعلم من التجارب الماضية ونعمل معًا على بناء مستقبلٍ أكثر استدامة وأمانًا للجميع، بما في ذلك الأجيال القادمة.
أدعوها إلى الشاي فتدعوني إلى القلق
……………………..
..سأحتفي بها الليلةَ بشمعةٍ وحيدةٍ
ونهرٍ مشاكسٍ , يُحرضُ الأشياءَ في غرفتي دائماً
على العصيانِ أو الغرق ..
والأوراقَ البيضَ في دفاتري دونما سببٍ
على الاضطرابِ المباغتِ .
ألمْلِمُ كلَّ عويل النجومِ
وأقطفُ الأحلامَ من نظراتِها المدببة
ثم أسألُني : قبلَ أن أدسّها عنوةً في الغناءِ
هل أضعتُ الطريقَ إلى عاشقةٍ بلا دليلٍ
لا تُعرَفُ إلّا من أحزانِها العالية
أم خذلتني الأغاني وأنا أوجِزُ أشجارَ الغيابِ
برقصةٍ مع سيقانِ البامبو
قبلَ أن تكسرَ مزهريتَها
وتصيرُ أضلاعاً لنافذةِ السماء ؟ .
سأحتفي بها الليلةَ بزهرةٍ مشتعلةٍ
وغيمةٍ لعوب , تُراودُ العشبَ في اللوحةِ
عن نفسهِ ..
فيُدلقُ خضرَتهُ على الحائطِ كجرحٍ طويلٍ
موهوماً بأنه سيحضنُها ويغرقانِ إلى الأبد .
سأحتفي بها الليلةَ بوحشةٍ عميقةٍ
وعطرٍ باطشٍ لا يموت
فالوحشةُ يا سيدتي : شاعرٌ في منتصفِ الكلامِ
يقولُ لليلٍ مبحرٍ بزوارقَ فارغةٍ
تعالَ لنغرقَ حتى جرحٍ جديدٍ .
سأحتفي بها الليلةَ بأغنيةٍ سمراءَ ,
لحزنِها رائحةِ النخلِ قبلَ اقتيادهِ معصوب العيونِ
إلى مقبرةٍ جماعية .
سأحتفي بها بالجمرِ والهواءِ
فأنا حَدّادُ الكلماتِ ..
حتى في نومي أطرقُ رأسي برأسي
لأصحو مع قصيدةٍ مسبوكةٍ وساخنة .
سأحتفي بها مع النسوةِ اللائي بلا أقدام
في جداريّةِ جواد سليم
والأذرعِ المفتولةِ في نَصبِ إنقاذِ الثقافة
وأقولُ : ليلتكِ سعيدة
للبلادِ التي يَسيلُ من نُعاسِها الضبابُ والقلق .
سأحتفي بها الليلةَ بالهديلِ والزّعيقِ والتغريدِ
والحَفيفِ والخرير ,
سأحتفي بها بالحَدوِ والعتابى والمَيمَرِ والنايلِ .
وسأحتفي بها أيضاً ..
بالدنابكِ والأعوادِ والطنابيرِ والناياتِ والكمنجاتِ
والدفوف .
بالنيطِ والماني ماني والسِعدِ وعودِ الهندِ
والتنصاري ..
بالهيوةِ والسادةِ والنوبانِ والونيكا والوريما
والوايةِ والحبوش .
بسلالاتٍ لا تنتهي من الزهيريّاتِ والأبوذيّاتِ
والدارميّاتِ والمُلمّعِ ,
بالرَستِ والبيّاتِ والصَّبا والنوى والحجاز ,
بكلِّ الأسماءِ التي يخلعُها العشّاقُ على معشوقاتِهم
سأحتفي بها وبالجنونِ الذي لا يُطاق .
من يحتفي مثلي بهذه الضيفةِ العنيدةِ ؟
المجنونةِ العاقلةِ ,
الوحشيّةِ المتحضرة ,
الغامضةِ حتى الوضوح …
أدعوها إلى الشاي فتدعوني إلى القلقِ ,
أدعوها إلى الحبِّ ..
فتدعوني إلى عطلةٍ نركضُ فيها إلى المساءِ
في الريحِ والمطر .
أئتمنُها على أخصِّ أسراري في الليلِ
فتفضحُني في النهارِ
أمامَ النسوةِ والعاطلينَ عن العمل
تأخذني إلى البحرِ بغتةً
وتهربُ مني على أولِ موجةٍ شاردة
حتى أهتدي إليها بسربٍ من الفراشات
تستدرجُ لهفتي إلى غاباتٍ بكر
أسوحُ كالبدائيين فيها , وأخرجُ منها بقبضةِ وردٍ
وكفَّينِ داميتين .
لم تبقَ بئر في صحراء إلا وشربنا منها
ولا قنطرة على جدولٍ إلا وعبرناها
ولا نجمة أبردَها الليلُ إلا وتدثرنا معها
ولا برعم إلا وجلسنا إزاءهُ نتربصُ أن يتفتح .
ثم تقولُ لي : أُحبُكَ واضحاً مثلَ البكاءِ
وأقولُ : لنغرقَ أفضلَ من أن نتبلل ! .
ورغم كلّ ذلكَ ..
لا أملك أن أأتلفَ معها أو أختلف
كلّما ألفيتها قد أينعتْ وجدتني في آخر الذبول
فأنا ممسوسٌ منذ عصورٍ بها
وآيسٌ من الشَفاء ,
ومشتعلٌ بها من المطلعِ حتى الختام